السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، وبعد:
أنا إنسان قدر الله علي أن أكون أحد المصابين باضطراب الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري والقلق الشديد والمستمر في أغلب الأوقات، فأنا إنسان بطبيعتي قلق، وشخصيتي قلقة وحساسة، وهذا ما يتعلق بالجانب النفسي.
وأما الجانب الديني فقد أهملت صلواتي وانتكست حالتي، والسبب يعود للوساوس المسيطرة علي سواء في الوضوء أو في الصلاة أو في الغسل من الجنابة، علماً بأن هذه الوساوس لم تكن مرتبطة بالأمور الدينية من صلاة أو وضوء أو غسل وإنما مرتبطة بالأمور الأخرى من نظافة وترتيب واهتمام وتدقيق.
ولقد خطر في بالي فكرة للقضاء على الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي وهي أن أغير من البيئة التي أعيش فيها، وأعتقد أن تغيير البيئة مفيد كثيراً في علاج الوساوس لأن مصادر الوساوس سوف تختلف، وحقيقة وساوسي غريبة، فأنا لا أعتقد أنها قهرية، أي تجبرني على عمل معين، وأنا فقط أهتم بنظرة الآخرين لي.
وأنا مثلاً أهتم ببعض الأمور التي أرى أنها تافهة جداً، لكن أعملها لكي ينظر الناس إلي بنظرة غريبة، حتى أنني عندما أخلع حذائي أضعه بطريقة معينة، وكذلك كل أغراضي الخاصة عندما أرتبها فإني أضعها بشكل مستقيم، لأنني أضع في بالي أن من يراني سوف يقول ما شاء الله إنسان مرتب ودقيق جداً، وأنا الآن معتاد على وساوس محددة ونمط معين من السلوك يتكرر يومياً، فمثلاً عند دخول دورة المياه عندي طقوسي الخاصة وترتيبات يجب أن أطبقها، مثلاً أغسل حوض الاستحمام دائماً قبل أن أغتسل خشية أن يكون فيه قذارة، وكذلك بعد أن أغتسل أنظف الحوض جيداً لكي من يدخل بعدي يعلم أنني إنسان نظيف جداً.
وهذه الطقوس إن لم أطبقها فسوف أشعر بقلق شديد، وفي مكان آخر أيضاً هناك طقوس محددة يجب أن أطبقها، فقررت أن أغير من البيئة هذه لفترة معينة وأعيش في شقة وحدي وأعتذر لأهلي بأنني مسافر ثم انفرد مع نفسي وأواجه هذه الوساوس بكل عزم وقوة وأحاربها، وكذلك أواجه العالم الخارجي وأعود نفسي على الاختلاط بالناس لكي أتخلص من مشكلتي الثانية وهي الرهاب الاجتماعي، وأحاول أن أطبق خلال هذه الفترة مهارات العلاج السلوكي إلى جانب الأدوية، فما رأيكم في هذه الفكرة؟ وهل تعتقد أنها فكرة ناجحة؟
وإذا قلت لي: لماذا لا تطبقها في البيت؟ فأنا بصراحة لا أريد أن يشعر أحد من أهلي بمشكلتي لأنني أقضي وقتاً كثيراً عند قيامي بأموري اليومية، وكذلك أنتم تعلمون عند تطبيق العلاج السلوكي يمر الإنسان بفترة عصيبة وضغوط واكتئاب، وأنا لا أريد أن أضايق أحداً من أهلي بسبب ما أعانيه، فهل ترون أن هذه الفكرة سوف تكون ناجحة؟ وهل مدة أسبوعين قد تكون كافية للتخلص من الوسواس القهري وكذلك الرهاب الاجتماعي؟
وفيما يتعلق بالرهاب فأنا أهاب التجمعات والمقابلات وتحدث لي ربكة شديدة وتوتر عندما أكون في وضع مراقبة من قبل أحد، حتى وإن كان شخصاً واحداً هو الذي يراقبني، وبالأخص عندما أكون في طريق ويكون هناك عدة أشخاص في هذا الطريق لكن كل شخص بمكان، فتجدني أنظر لهذا وذاك وأحس أنني سوف يغمى علي لأنني صعب أن أركز على كل هؤلاء الأشخاص، فأريد استخدام الزيروكسات لأني قرأت عنه أنه فعال في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكن لا أعلم عن فعاليته في علاج الوسواس القهري، فما هي الجرعة والفترة التي سوف أستمر عليها وكيف أزيد الجرعة؟ وهل ترى أن الزيروكسات يكفي لعلاج الاضطرابين أم أستخدم الزيروكسات للرهاب ودواء آخر للوسواس؟!
وشكراً.