الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أدفع الأفكار السيئة التي ترد عليّ في صلاتي؟

السؤال

السلام عليكم

لا أدري كيف أشرح ذلك، ولكن أثناء الصلاة تأتيني أفكار سيئة، وأحاول تحويلها إلى صورة أحسن وألطف، ولكن وأنا أصلي استوعبت أن محاولة تحويلي لصورة أحسن تبعدني أكثر عن الخشوع.

علماً بأني فقط أشعر بالإحراج من هذه الأفكار، فأريد التخلص منها عن طريق تلطيفها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كنوز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يمنّ عليك بالعافية من هذه الوساوس، وأن يصرف شرها عنك.

تفكيرك -ابنتنا الكريمة- للتخلص من هذه الأفكار والوساوس أمر جيد، فأنت بحاجة حقًا إلى سرعة التخلص من هذه الوساوس، قبل أن تسيطر عليك، حتى لا توقعك في أنواع من المشقات، والضيق، والحرج، ولا سيما في العبادات؛ ولهذا نحن نؤكد أولًا عزمك على التخلص من هذه الأفكار، ونبارك لك هذا العزم.

في الوقت نفسه نخالفك في طريقة التخلص من هذه الأفكار، فأنت مخطئة في الطريق التي تسلكينها لتخليص نفسك من شرور هذه الوساوس، والطريق الصحيح الذي ليس له طريق آخر للتخلص من هذه الوسوسة، هو أن تتبعي الوصية النبوية، فهي وصية من علمه الله تعالى، وهو أنصح الناس لهذه الأمة، وأحرصهم عليها، وأرحمهم بها.

قال الله سبحانه وتعالى في وصفه: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، ومن رحمته عليه الصلاة والسلام، أن دلنا على كل المنافع، وكل المضار، فرغبنا في المنافع، وحذرنا من المضار، والوسوسة مضرة كبيرة، وشر مستطير، ولهذا اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم ببيان كيفية التخلص منها، ولخص لنا عليه الصلاة والسلام، طريقة التخلص من هذه الوساوس بأمور ثلاثة:

أهمها التجاهل لهذه الوساوس، والإعراض عنها بالكلية، وعدم الاشتغال بها، وعدم التفاعل والتجاوب مع أسئلتها وأفكارها، فهذه أنجع وسيلة، وأنفع طريقة، وأسرع أسلوب للتخلص من هذه الوساوس، مع الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى، إذا داهمتك هذه الأفكار، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم، في شأن من ابتلي بشيءٍ من الوساوس: (فليستعذ بالله ولينته).

الانتهاء معناه ترك هذه الوسوسة، وترك الاشتغال بها، وترك الاسترسال معها، ومع أفكارها، والطريقة التي أنت تتبعينها الآن ليست إلا استرسال مع الوساوس، وإن كنت تقصدين التخفيف منها للتخلص منها، هذا الأسلوب لا يزيدها إلا رسوخاً، وقد جربت أنت بنفسك، فإن هذه الطريقة أخرجتك من الخشوع في الصلاة، مع أن المطلوب منك أن تكوني حاضرة القلب، متفكرة في أعمال الصلاة وأقوالها.

إذًا الوسيلة الناجعة -أيتها البنت الكريمة- هي الإعراض عن هذه الوساوس تماماً، كلما داهمتك هذه الأفكار، فانتقلي عنها إلى التفكر في صلاتك، في معاني الكلمات التي تقولينها من التسبيحات أو قراءة القرآن، أو غير ذلك من الألفاظ، وفي التفكر في أعمال الصلاة، لماذا أنا قائمة؟ قائمة بين يدي الله تعالى، كالقيام بين يدي الملوك للمناجاة والطلب، ولماذا أنا راكعة؟ لمزيد من الخضوع والتذلل لله سبحانه وتعالى، ولماذا أنا ساجدة؟ ليكون الذل والتواضع لله تعالى أكبر وبشكل أشد ظهورًا، وهكذا، فاشتغلي بهذا النوع من الأفكار، فإنه المطلوب منك في صلاتك، ونحن على ثقة من أنك بهذه الطريقة ستتخلصين -بعون الله- من هذه الأفكار.

الوصية الثالثة هي الإكثار من ذكر الله تعالى؛ لأن الذكر حصن يتحصن به الإنسان من الشيطان.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً