الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اهتزاز الثقة بالنفس والشعور بالغثيان عند مواجهة الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنني أحس أني غير واثقة من نفسي في تصرفاتي كلها، وتعاملاتي مع الناس، ولا أعرف أن أتكلم مع أي شخص مدة، وأنظر إلى وجهه، وعندما أحس أن شخصاً معجب بي لا أعرف أتعامل معه طبيعياً، وأيضاً أحس بغثيان، حتى لو نطق أحد باسمه أمامي، وأحس أني قلقة منه، ووزني يقل تدريجياً.
أرجوكم ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاهتزاز الثقة بالنفس في مواجهة الآخرين، والشعور بالغثيان، هو تعبير عن وجود رهاب أو قلق اجتماعي، وهي حالة من الحالات البسيطة، وعدم الثقة بالنفس وكذلك الغثيان ناتجة من مراقبة النفس الشديدة، والتي نتجت عنها بعض الإفرازات الكيميائية خاصة فيما يخص مادة تعرف باسم أدرانيل.

أرجو أن أؤكد لك أن مقدراتك أفضل مما تتصورين، فهذا التصور السلبي عن أدائك حين مقابلة الآخرين هو الذي جعلك تكونين قلقة، والدراسات أثبتت أن الشخص في مثل موقعك يحس دائماً أنه مرصود من جانب الآخرين أو أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، وهذا ليس صحيحاً، ومن أهم وسائل العلاج في حالتك هي العلاج عن طريق تصحيح المفاهيم، فهذا أرجو أن تركزي عليه كثيراً.

والحل الثاني -وهو أيضاً مهم- هو التفكير الإيجابي حول الذات والثقة بمقدراتك، فحاولي أن تبحثي عن مناطق ومكامن القوة لديك في شخصيتك وفي مقدراتك المعرفية، وكل إنسان قد أعطي نصيباً من ذلك، وبالتمعن والتركيز على هذه المقدرات المجهولة يجعل الإنسان يثق في نفسه.

والحل الثالث: محاولة الإبداع والانفتاح من خلال الأداء الأكاديمي والدراسي، مثل المشاركة في فصول الدراسة، وترتيب الوقت، ومحاولة إثبات وإبراز الذات أمام الأساتذة والزملاء...هذا أيضاً من الأمور الجيدة، وهذا بالطبع يتأتي بالمقدرة والمعرفة واستذكار الدروس بصورة جيدة.

والنصيحة الرابعة: هي الانخراط في النشاطات الجامعية غير الأكاديمية، فأنا متأكد أن هنالك الكثير من الجمعيات الطلابية والجمعيات الخيرية، فحاولي أن تنضمي لإحدى هذه الجمعيات، ومن خلالها سوف يتحسن البناء النفسي لشخصيتك، وسوف تبدئين - إن شاء الله - بتقييم نفسك بصورة أكبر إيجابية.

هنالك عوامل علاجية أخرى وهي: تطوير المهارات الاجتماعية الذاتية، وهذا يتم عن طريق التأمل في الخيال، مثلاً تأملي وأنت جالسة مع نفسك أنك تتحدثين إلى مجموعة كبيرة من الزملاء، أو أنك تقومين بإلقاء محاضرة أو القيام ببعض الدروس التوجيهية والكل يستمع إليك، فهذه من الطرق أو الحيل النفسية الجيدة جدّاً إذا قام الإنسان بالمثابرة عليها وأدائها بالصورة المطلوبة.

ومن فنون التخاطب: أن ينظر الإنسان للشخص الآخر في وجهه، وألا يستعمل اللغة الحركية -أي لغة اليدين- بكثرة، وأن يكون معبِّراً وذلك برفع رصيده المعرفي عن طريق الاطلاع الأكاديمي وغير الأكاديمي.

وكذلك أيضاً الفعالية في داخل المنزل يجب ألا نتجاهلها، فكوني فعّالة وقيادية ومساهمة ومساعدة الوالدة مثلاً أو الإخوان والأخوات في أعمال البيت، وكوني مشاركة في قرارات الأسرة وافرضي وجودك، فهذا كله أمر طيب، وأيضاً كوني مجموعة من الصداقات الطيبة وتواصلي مع أرحامك؛ فهذا أمر جميل، وأيضاً ممارسة أي نوع من الرياضة المتاحة لجنسك في داخل المنزل مثلاً فهذا أيضاً يرفع كثيراً من الكفاءة النفسية ويقلل من هذا القلق والتوتر.

وهنالك وسيلة علاجية أخرى وهي فعّالة أيضاً - إذا أخذت بها بجانب الإرشادات النفسية السابقة - وهي العلاج الدوائي، فأنت محتاجة لدواء بسيط مثل لسترال (زولفت) بجرعة 50 مليجرام (حبة واحدة) ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد انقضاء الثلاثة أشهر خفضي الجرعة إلى حبة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عنه، وهذا الدواء من الأدوية السليمة وقليلة الآثار الجانبية، وهو بالطبع مفيد جدّاً في حالات القلق والتوتر وكذلك الغثيان.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية والشفاء.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً