الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية مواجهة أعراض الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم
أنا - يا دكتور - أعاني من الرهاب منذ سنوات، رغم أني لا أمنع نفسي من الذهاب للمناسبات والأسواق، وأشعر بتوتر مقبول، ولكن أخاف جداً عندما يتم التركيز علي أو الكلام أمام مجموعة من الناس، وأشعر بتوتر شديد وارتجاف، وخلافه من الأعراض.

كما أني أبالغ بتضخيم الأمور والأحداث، وثقتي بنفس مهزوزة، مع العلم أني لم أذهب مسبقاً لأي طبيب نفسي، وأنا خائف من العلاج الدوائي ومن آثاره الجانبية.

وقد تحديت المرض دائماً وواجهته ولم أستسلم، وأعتقد أنه السبب الذي أدى إلى عدم تفاقم المشكلة.

أرجو منكم مساعدتي وإعطائي النصائح للعلاج السلوكي والدوائي؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أنك تعرف الداء وتعرف الدواء جيدّاً، والمخاوف بصفة عامة هي مكتسبة، وهي دائماً تعالج بالمواجهة، فالاستسلام للمخاوف يزيد من المخاوف والمواجهة تتطلب الاستمرارية وعدم الانقطاع، أي عليك أن تقصد بأن تضع نفسك في مواقع ومواقف تتطلب المواجهة، فهذا سوف يقلل كثيراً من التوتر، وأرجو أن أؤكد لك تأكيداً قاطعاً أن شعورك بأنك مراقب من الآخرين، أو أنه يتم التركيز عليك، فهذا واحد من الإعاقات الشديدة جدّاً المرتبطة بالمخاوف الاجتماعية، والتجارب أثبتت أن هذه المشاعر ليست صحيحة، قام أحد الباحثين بتصوير الذين يعانون من المخاوف في المواقع والأماكن التي يحسون فيها بالخوف في أعلى درجاته وبعد أن عُرض عليهم هذا التصوير أثبت لهم أن 80 % من مشاعرهم لم تكن حقيقية.

إذن أخي أرجو أن تتأكد وأؤكد لك أن الناس لا تركز عليك أكثر مما تركز على الآخرين، أبداً، فهذا الشعور ليس صحيحا – مع احترامي الشديد لمشاعرك – وهو من العلل الكبيرة جدّاً التي تولد القلق التوقعي مما يجعلك تخاف أكثر، فأرجو أن يكون هذا التفسير مقبولاً ومعقولاً، وإذا اقتنعت به فأنا على ثقة تامة أنه سوف يخفف من مشاعر الخوف والقلق الذي تعاني منه.

أخي أيضاً عليك بممارسة تمارين الاسترخاء وذلك بأن تسترخي يوميّاً في مكان هادئ لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة، وخذ نفساً عميقاً وبطيئا، وهذا النفس يفضل أن يكون عن طريق الأنف، وإذا ملأت الصدر والبطن معاً بالهواء هذا يكون أفضل، ثم أمسك الهواء قليلاً ثم أخرجه بنفس البطء والشدة، كرر هذه التمارين عدة مرات مع تأمل استرخائي، أي انقل تفكيرك وعقلك إلى شيء جميل أو استماع للقرآن الكريم بصوت منخفض، هذا أيضاً يعطيك شعوراً بالاسترخاء، وعليك أيضاً بممارسة الرياضة الجماعية هذا يقلل كثيراً من هذه المشاعر، وكذلك حضور حلقات التلاوة أيضاً لها إن شاء الله نفعها وأجرها، هذه كلها إن شاء الله وسائل لإزالة هذه المخاوف.

وأنا سعيد جدّاً أنك لديك العزم والقوة والدافعية لأجل مقاومة المخاوف، وهذا هو المكون الرئيسي للعلاج.

بالنسبة للعلاج الدوائي توجد أدوية الآن جيدة وفعّالة وممتازة وقليلة الآثار الجانبية وسليمة جدّاً، كما أن هذه الأدوية قد اختصرت الطريق كثيراً بالنسبة لكثير من مرضى المخاوف؛ لأن الأدوية لا نقول أنها سوف تعالج وحدها، ولكن بالتأكيد هي مساندة تماماً للعلاج السلوكي، كما أنها تهيئ الإنسان لتطبيق العلاج السلوكي بصورة أفضل، هنالك دواء يعرف باسم لسترال أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (50 مليجرام) ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.

أنا متفائل جدّاً - أخي - أنك إن شاء الله بتطبيق هذه التمارين السلوكية البسيطة وأخذ العلاج الذي وصفته لك سوف تكون إن شاء الله في صحة نفسية ممتازة وسوف تتلاشى كل هذه المخاوف.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً