الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعمال بروزاك ومشتقاته

السؤال

إلى الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم
السلام عليم ورحمة الله وبركاته.

أنا أخوك سعيد من السعودية، أريد أن أسأل عن مدة الداوء النفسي، حيث أني أتناول هذا الدواء منذ 5 سنوات (البروزاك) والحمد لله أحس بتحسن وتغير محلوظ، ولكن في الآونة الأخيرة غيرت الداوء مره بـ (Evorex) وآخر (Flozac)وهذا دواء يصنع في السعودية وبسعر مناسب، وعلى حسب كلام الصيدلي فإنه نفس تركيبة البروزاك المصنوع منها (الفلوكستين).

سؤالي: إلى متى أستمر على الدواء؟ وما هي نصائحك لي في هذه الأدوية التي ذكرتها لك؟ وغفر الله لك وجعل الجنة مثواك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً أخي سعيد، وأنا أعرف تماماً أنك من المتواصلين مع الشبكة الإسلامية، ونشكرك كثيراً على ثقتك باستشاراتها.

أخي الفاضل: لا يمكن أن تُحدد المدة التي يتناول فيها الإنسان هذه الأدوية، حيث إن لكل إنسان ظروفه، ولكل إنسان ما تحيط به من أحداث حياتية، وكذلك طبيعة المرض الذي يعاني منه.

وأيضاً فالعلاج ينقسم إلى مراحل: هنالك مرحلة العلاج المكثف، هنالك مرحلة الاستقرار الدوائي، وهنالك مرحلة الوقاية، وأنا من أنصار أن يستمر الإنسان على الدواء لأطول مدة ممكنة، خاصة أن هذه الأدوية أدوية سليمة جدّاً.

الجانب الآخر: الحياة الآن أصبحت فيها الكثير من الضغوطات والكثير من الأمور التي قد تؤدي إلى عسر المزاج لدى الإنسان، وإذا كان الإنسان سوف يسعد بالارتياح بحبة أو حبتين في اليوم فلا مانع من ذلك أبداً – يا أخي سعيد – ما دامت هذه الأدوية سليمة.

أنا أعرف بعض الإخوة الذين يتناولون البروزاك منذ أن ظهر في السوق وذلك عام 1988م، أي لمدة 18 سنة وهم الآن الحمد لله في صحة ممتازة وجيدة ولم تحصل لهم أي آثار سلبية، إذن أخي أرجو ألا تكون المدة مزعجة أبداً بالنسبة لك.

بالنسبة للمشتقات التجارية للبروزاك: أنا أعرف أن المنتجات الدوائية في المملكة العربية السعودية هي منتجات من الطراز الأول؛ لأن الرقابة والجودة ممتازة جدّاً، والحمد لله الآن البروزاك أصبح سهل التصنيع، وقد أعطت الشركة الأم – وهي شركة لِيلِي Lilly - أعطت الامتياز للكثير من الشركات الأخرى.

إذن: أرجو أن تتناول هذا المشتقات التجارية المتوفرة في المملكة العربية السعودية، ولا داعي أبداً أن تكلف نفسك وتشتري المركب الأساسي لأنه فعلاً مكلف، والأبحاث كلها تدل – وكما قال لك الأخ الصيدلي – أن نسبة الفعالية الدوائية في أقل هذه الأدوية لا تقل عن 90% من فعالية الدواء الأصلي.

إذن: الفعالية في المشتقات التجارية أو المركبات التجارية لا تقل عن 90% من الفعالية البيولوجية الموجودة في البروزاك الأصلي، فعلى بركة الله استمر على الدواء، وأنا حقيقة لا أرى مانع أبداً أن تتناوله، وفي حين تحس بالتحسن الممتاز لفترة أربعة إلى خمسة أشهر يمكن أن تقلل من الجرعة، اجعلها كبسولة كل يومين، أو كبسولة كل ثلاثة أيام، وذلك للاستمرار والوقاية حتى لا يأتيك الاكتئاب أو يعاودك.

إذن: هنالك نوع من المرونة في تناول هذه الأدوية، الإنسان يمكن أن يرفع الجرعة حين يرى أنه في حاجة إلى ذلك، ويمكن أن يخففها حين يرى أنه في وضع طيب.

عليك أخي الفاضل أيضاً بالآليات وسبل العلاج الأخرى وهي: التفاؤل، الفعالية، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، حلقات التلاوة، هذه إن شاء الله كلها حوافز ودوافع من أجل التحسن.

أخي: أقول لك جزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يتقبل صالح الأعمال في هذه الأيام الطيبة، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً