الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق قلبي بها وأهلي يرون أنها لا تناسبني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أنني طالب جامعي، ووجدت من تناسبني في كل شيء، وأهلي يحاولون إقناعي بأنها لا تناسبني لأنها أكبر مني بست سنوات، وأنا الآن على أبواب الخطبة وبحاجة ماسة للزواج، وحقيقة فقد تعلق قلبي بهذه المرأة، فهل صحيح أن كبر السن يقف عائقاً دون الارتباط بمن نحب؟

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان يتزوج بمن تناسبه، ويرتاح عند رؤيتها، ويجد في نفسه القبول والرضا بها، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وليس في فارق السن إشكال إذا وُجِدَ الدينُ والخلق وحصل الوفاق، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بخمسة عشر عاماً، وعاش معها عيشة رضية ظلت حديث الدهر، ونموذجاً للتأسي، وظل صاحب الرسالة عليه صلاة الله وسلامه يذكر أيام خديجة رضي الله عنا بعد وفاتها مع وجود الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها، ورغم وجود عدد من الزوجات وعلم الدنيا كيف يكون الوفاء.

ونحن نوصيك بتلطيف الجو مع أهلك والاجتهاد في إرضائهم، وأرجو أن يعرفوا أنهم يستطيعون أن يختاروا لك ثياباً لتلبسها أو حلوى لتأكلها لكنهم قد لا يفلحون في اختيار الزوجة المناسبة، ولذلك فالأولى لك ولهم هو أن يتركوك تختار من تشاء، وقد ذهب بعض الخبراء والعلماء إلى أن الرجل الناضج خير له أن يختار عاقلة كبيرة، فإن الصغيرة قد لا تستطيع أن تجاريه، وهو كذلك يصعب عليه النزول لمستواها.

ولكن العبرة في اختيارك الذي أرجو أن تقدم بين يديه استخارة واستشارة وتوجه إلى من يملك التوفيق ويقدر الهداية.

وفي الختام عليك بتقوى الله والمواظبة على ذكره وشكره. وأرجو أن تكتم معارضة أهلك عن الفتاة في حالة الارتباط بها حرصاً على سلامة النفوس، وأرجو أن تجد من العقلاء والفاضلات من يساعدك على بلوغ المنى.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً