السؤال
السلام عليكم
أود النصيحة؛ لأنني تعبت جدًا، ولا أريد الطلاق، فمعي ثلاثة أولاد.
زوجي فيه بعض المميزات، وبعض العيوب؛ من مميزاته أنه مهتم بالبيت والأولاد واحتياجاتهم على أكمل وجه، وهو أب لا يُعوَّض، ومعي في التعامل إلى حد ما، فلا يمد يده، ولا يسب، ولا يشتم، لكن في المقابل هو عصبي جدًا على أتفه الأسباب؛ فإذا تحدث معي في أمر ولم أستوعب يغضب، ويقول: "أنتِ غبية"، وإذا لم أسمع يغضب أيضًا، فهو يغضب في كل كبيرة وصغيرة.
أما الجانب العاطفي فلا يقول أي كلمة حلوة أبدًا، ولا يبادر بأي شعور تجاهي، ينام في غرفة، وأنا في غرفة أخرى، تحدثت معه كثيرًا أن الأمر يؤثر عليّ نفسيًا، وأنني حزينة ومتضايقة، وأحيانًا أضحك وأمزح، وأحيانًا أوضح له أنني متضايقة، ولكن دون جدوى.
العلاقة الزوجية لا يطلبني أبدًا، ودائمًا يقول لي: "أنتِ التي يجب أن تبادري، أنا أحب ذلك" فأقول له إنني أحتاج أن أشعر أن زوجي يرغب بي، فيرد: "لا، المرأة الذكية هي التي تفعل ما يريده زوجها"، وقد تشاجرنا كثيرًا بسبب هذا الأمر، ولأجل أن تسير الحياة، أحيانًا يبادر هو، لكنني أصبحت أشعر بالإهانة في الأمر؛ إذ يجلس أحيانًا يقلب في الهاتف وكأنه غير مستعجل، أو أن الأمر لا يهمه.
تحدثت معه كثيرًا، وأحيانًا أمتنع من نفسي؛ لأنه في كل الأحوال لا يطلبني، فيقول: "أنا عندي قدرة تحمل لا تتخيلينها، عادي أتحمل"، فأقول له: "لماذا كل هذا؟ ماذا فعلتُ ليكون ردك هكذا؟" فيرد: "هناك رجل عنده حياء"، فأقول له: "وهل المرأة ليس عندها حياء؟ الطبيعي أن الرجل هو الذي يبادر وليس المرأة"، فيقول: "أنتِ غبية، لا تفهمين زوجك واحتياجاته"، فأقول له: "وأين احتياجاتي أنا؟" لكن دون جدوى.
والله حاولت كثيرًا وضحيت كثيرًا، حتى أنني قلت له: "إذا نمتَ بجانبي في فراش واحد ستصبح الأمور طبيعية"، لكنه يرد: "نحن في نفس الشقة، هل أنام في مكان آخر؟"، حياته كلها جفاء في المشاعر والردود، وكثيرًا ما يُظهر أن الأمر لا يهمه، ويقول: "لا يفرق معي لو جلستِ سنة، عادي".
لقد تعبت ولم أعد أعرف كيف أتصرف، فقررت مع نفسي أن أبتعد، في البيت كل واحد ينام في مكان، وأنا أتفرغ لأولادي ولنفسـي، ولا أنتظر منه أي مشاعر أو مبادرة.
أحتاج نصيحتكم، وللعلم لقد حاولت بكل الطرق، لكنه مصرّ على موقفه، ويقول: "أنا لا أتغير، حتى لو تزوجتُ بغيرك سيكون تعاملي هكذا"، وإذا امتنعتُ، هل سيكون عليّ إثم وهو لا يطلبني أساسًا؟
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

