السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبي قاسٍ في تربيته لنا أنا وأخواتي منذ صغرنا، يضربنا ضربًا عنيفًا، وكان يُرعبنا، وكن نطمئن عند ابتعاده أو سفره، حرمنا من اللبس والأكل والشرب، ويصرف على أشياء تافهة، وليس حنونًا على أي أحد منا، ويتهمنا بالفشل في حين أنه هو من يُقلل منَّا ويتحدث عن كل واحد منا من ورائه، ويشتم أمي ويهينها ويضربها ضربًا شديدًا.
لجأنا لأمه (جدتي) لكنها -للأسف- لم تحل أي شيء، ووقفت في صفه، وهو يرفض أن يُجهزنا أنا وأختي، هذا غير أنه كان هو المتحكم في حياتنا بقراراته، جعلنا نُصاب بالرهاب الاجتماعي ولا نعرف كيف نواجه الحياة؛ لفقدان الثقة بأنفسنا، ولأننا لم نعتد على التعامل مع الناس.
كبرت وأصبح عمري 21 سنة، وأعاني من خوف شديد يجعلني أتوقع الأسوأ دائمًا في كل شيء، وأخاف من الناس، وليس لدي ثقة في أحد بسببه، ولا أستطيع أن أواجه الضغوط، وأهرب منها حتى أطمئن، جسمي يستجيب للخوف بسرعة، فقلبي يدق بسرعة، وأعرق وأرتعش وهكذا!
طبعًا موضوع مثل هذا يحتاج لعلاج سلوكي عند مختص؛ لأن العلاج الدوائي مجرد علاج مسكن، لكنه يعالج الأثر، لكن الخوف يُعالج بالعلاج السلوكي، لكنه لا يقبل أن أُعالج ولا أن يدفع، ومتحكم في المصاريف، ويرى أنه هو المظلوم، وأننا نحمله فوق طاقته، وكلما أتعب أو ألجأ له يلطم وجهه ويضربني، وقد طردني مرة من البيت؛ لأني لم أكمل الدراسة.
كان هذا الأمر رغمًا عني، فقد وصلت لمرحلة أن قلبي لم يعد يشعر بوجود ربي معي، وخائفة بسبب ذلك، كما أني لست أدري هل هذا ابتلاء أم ماذا؟! وهل سأظل على هذا الحال؟ وإلى متى؟ وكيف سأكمل حياتي وأنا هكذا أصلاً؟ وكيف سأصبح أمًا؟
تأتيني تخيلات وسيناريوهات مرعبة عن حياتي وأنها ستحصل؛ لأن عقلي اعتاد على الخطر، فأصبحت تأتيني تخيلات وسيناريوهات في عقلي، أنني من الممكن في يوم أن أؤذي نفسي أو أؤذي أولادي؛ لأني لم أعتد على الضغوطات، والحياة صعبة! وأخاف وأشعر أني تدمرت، ولست أعرف هل هذا مِن الشيطان، وقد استغل لحظة خوفي وأصبح يخيفني أكثر؟!
أنا -والحمد لله- كنت في الأزهر الشريف، لكن الأمر يحدث رغمًا عني، فقلبي وقت الخوف يستجيب تلقائيًا، ويحمي نفسه من خلال التخيلات والسيناريوهات تلك، بمعنى أني لن أفعل شيئًا كهذا الذي يصدر مني وقت الخوف، لكني أحزن على نفسي وأتساءل: لماذا أوصل ابنته لهذه الحالة؟ هل ربنا هو من يفعل هذا كله؟ ولماذا؟ ولماذا الله يترك والدنا يفعل بنا هذا؟ وكيف سأواجه حياتي فيما بعد؟ وكيف سأعود للثقة؟ وكيف سأتزوج وأنجب؟
أحتاج أن يجيبني أحد إجابة تصبرني على هذه العيشة وعلى حالي؟ وهل من الممكن أن يغير ربنا ما أعانيه من هذا الخوف؟ وهل يحاسبني ربي على عدم إحساسي به؟
أرجو الرد.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

