السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بأنني لا أستشعر الخشوع في الصلاة أو حتى عند سماع القرآن، ونادرًا ما يحدث ذلك؛ هل هذا علامة على قسوة قلبي؟ أريد أن أستشعر حلاوة العبادة، أو بالأحرى أريد أن أستشعر أنني أمة لله عز وجل، أريد أن أستشعر هذا، وأريد أن أعظمه كما يجب، وأريد أن أعرفه كما يريدني أن أعرفه، لكنني لا أدري كيف! أفكر بأن القرآن سيجيبني عن هذا، لكن كيف أعرف الله من القرآن؟
أخاف من الرياء كثيرًا، فأحيانًا أشعر بأن الناس يرون أنني صالحة فقط لمجرد الظواهر، لكنني لا أرى نفسي كذلك، فأنا مقصرة جدًا في العبادة.
لم أعد أقرأ القرآن، ولم أعد أخشع في الصلاة كما يجب، ولم أعد أصبر كثيرًا أو أنصت بتركيز للقرآن، وأشعر بأنني تغيرت، وأشعر بأن حياتي بلا معنى، كأن العبادات التي أؤديها أصبحت روتينًا لا غير.
ومع هذا ليس لدي صديقات، فأشعر بالعزلة، ليس لأنني لا أريد، ولكن لم أجد صحبة صالحة، مع أنني أرى أن أمي وأخواتي أولى بصحبتي ومحبتي من أي أحد، لكنهن أكبر مني سنًا واهتماماتهن مختلفة عني، ما عدا أمي.
وفي الدراسة لا توجد صديقة حقيقية أساسًا، وأشعر بأن هذا أفضل، لكنه أحيانًا يزعجني، لأنني أراهن في الفسحة يذهبن مجموعات، فأبقى لوحدي، وإذا أجبرت نفسي على الاندماج معهنَّ فلا اهتماماتي كاهتماماتهن، وأشعر بأنني تحت الضغط مع مَن هم غير أهلي، وأهتم بكل كلمة قيلت لي أو صدرت مني، فلا أكون على راحتي وطبيعتي.
أنا أرتل القرآن بيني وبين نفسي، وأذهب إلى سطح المنزل -أو عندما يغادر الأهل البيت- أرتل القرآن، وأشعر بسعادة بذلك، ولا أستطيع أن أرتل أمام الأهل لأنني أحرج، كنت دائمًا أتمنى أن أجد صديقة مهتمة بهذا الأمر، لكن لم أجد، ومع الوقت لم أعد أرتل مع نفسي.
لا أستطيع تنظيم وقتي بالرغم من معرفتي بأن هذا ضروري، وبأن علي التزامات عاجلة، وإذا تم تأجيلها أكثر سأندم، وعندما مررت بظروف صعبة كنت أدعو الله بشدة وأستشعر بأنه سيستجيب، وأنه يراني ويسمعني.
أعلم أنني حتى وإن لم أذكر نفسي بهذا فهو أعلم بي، لكن: هل ما مررت به من أزمات لكي أتقرب أكثر إلى الله؟ وكيف أعبده وأدعوه حتى في السراء، عدا عن الشكر والحمد؟ لا أشعر بأنني أفعل ما يجعلني مميزة عند الله ويتم ذكري في الملأ الأعلى.
أشعر بأنني عادية، وبأن صلاتي غير مقبولة لأنها بلا خشوع، وأشعر بإرهاق وبإحباط من الدراسة، إلّا أن علي أن أستمر، لكن أنا كفتاة كيف أربط دراستي بالله إذ أشعر بأنها مضيعة للوقت؟
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

