الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أحلام مزعجة بالفضيحة بعد أن تبت إلى الله، فما النصيحة؟

السؤال

تعرضت للابتزاز من شخص قريب منذ سنتين تقريبًا، وأبلغت عنه الجهة القانونية، والحمد لله تبت إلى الله وستر الله عليّ.

أنا إنسانة مؤمنة وواثقة بالله، ولكن صارت تأتيني بعض الأحلام المزعجة التي يقوم فيها المبتز بفضح أمري، هل هذه مجرد أحلام فقط أم أنها من وساوس الشيطان؟ بعض الأحيان لا أعرف، وكلما أتذكر ما حدث لي أحس بضيقة شديدة لدرجة أنها تؤثر على قلبي، فهل هذه كلها وساوس من الشيطان بسبب توبتي إلى الله ليجعلني أيأس من التوبة؟ وكيف يمكنني تخطي هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإننا نسأل الله أن يحفظك، وأن يستر عليك، وأن يعفو عنك، إنه جواد كريم.

اعلمي -بارك الله فيك- أن الله يقبل التوبة عن عباده، بل يفرح ربنا بتوبة عبده، فعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة) متفق عليه، وفي رواية لمسلم: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح).

والله عز وجل هو القائل: (‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)، والتعبير بقوله جل شانه: (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) دال على سعة رحمة الله فأملي في الله خيرًا.

واعلمي أن الشيطان متى ما رأى إقبال عبد على الله عز وجل؛ فإنه يضع العراقيل أمامه، ومنها إياسه من رحمة الله تعالى، أو تخويفه من الغد، أو إيهامه بأن توبته ناقصة، أو غير مقبولة، كل هذه وسائل الشيطان لصرف العبد عن الله عز وجل، فاطمئني -أختنا-.

ثانيًا: ليس كل ما يراه الإنسان في منامه حق، بل منه هذا وذاك، فالأحلام -أختنا- على ثلاثة أنواع، جلاَّها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما رواه ابن ماجه في سننه، وصححه الألباني أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة).

ثالثًا: إننا ننصحك بما يلي:

1- طرح كل هذه التوهمات، وربط علاقتك بالله وحده.
2- المحافظة على طاعة الله عز وجل، وتجنب معاصيه، واجتهدي في الحفاظ على أذكارك ونوافلك، وكل ما يقربك من الله عز وجل.
3- تخيري الصحبة الصالحة؛ فإنها أنفع معين لك على الاستقامة.
4- حافظي على النوم على وضوء، واقرئي آية الكرسي قبل النوم، وإذا رأيت ما تكرهين، فانفثي عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذي بالله من الشيطان، ومن شر ما رأيت (ثلاث مرات)، ثم انقلبي على جنبك الآخر، وأنت مؤمنة بأنها لا تضرك، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره (ثلاث مرات)، وليتعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى (ثلاث مرات)، ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا).

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً