الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب بلعي لريقي بعد كل آية عند إمامة الناس في الصلاة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ عشرة أشهر وأنا أشعر بشيء عالق في حلقي، وتظهر عند تلاوتي للقرآن؛ فعندما أؤم الناس في الصلاة أحتاج لبلع ريقي لأكمل التلاوة، وكأني أرجع شيئًا إلى مكانه، فأسكت بعد كل آية؛ مما يجعل المؤتمين يلاحظون ذلك، بينما في حياتي العادية الموضوع غير مؤثر، فما هي المشكلة؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: إن ما وصفته من شعورك وكأن شيئًا ما في حلقك، وخاصةً عندما تَؤُمَّ الناس في الصلاة، ممَّا يضطرك إلى أن تبلع ريقك لعدة مرات، ويضطرك أيضًا إلى التوقف بعد كل آية.

أخي الفاضل: إن هذا العرض هو أحد أعراض الرهاب الاجتماعي، والذي هو موجود عند كثير من الناس؛ فهو ردةُ فعلٍ طبيعية لعدم اعتيادهم على التحدث أمام الناس، أو الإمامة؛ فإمامة الآخرين في الصلاة أمر محرجٌ لكثير من الناس، ولكن علاجه بالتوكل على الله عز وجل، والاستمرار في أن تَؤُمَّ الناس بالصلاة، ومن خلال الممارسة ستخف عندك هذه الرهبة، حتى تصل إلى مرحلة تَؤُمُّ فيها الناس بشكل طبيعي، وكأنك تصلي بمفردك.

لاحظ -أخي الفاضل- الفرق الكبير بين صلاتك منفردًا، وكيف أنك تكون هادئًا مطمئنًا، وبين صلاتك وأنت تؤم الناس، فتشعر بالتوتر والقلق. إنَّ هذا الاختلاف بين صلاتك منفردًا وبين إمامتك بالناس مؤشرٌ على التوتر والقلق بسبب هذا الموقف الاجتماعي، وعلاجه ليس بالتجنُّب، وإنما بالاستمرار على الصلاة مع الناس، وإمامتهم.

فإن كنت ترى في نفسك القدرة على ذلك كما في الحديث النبوي: قال -عليه الصلاة والسلام-: "يَؤُمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله"، فأرجو أن تكون ممَّن يُحسن القراءة، وكونك تعمل مدرسًا، فالمفروض أن هذا سيساعدك على مواجهة الناس، والحديث أمامهم.

فأرجو أن تستمر على ما تقوم به، وسيذهب هذا التوتر -بإذن الله عز وجل-، داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً