الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الناس ومن نظراتهم وأريد حلاً لذلك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة الخوف الشديد من الناس، ومن نظرتهم لي، وعندي أيضاً نوبات هلع قوية، مثلاً: ذات يوم هاتفي رن وأنا في الصلاة، وخِفت وخفق قلبي، وذهب خشوعي في الصلاة، وأنا أصلاً أعاني من عدم الخشوغ في الصلاة، وإذا قلت إني أريد الذهاب إلى العيادة النفسية، أهلي سوف يرفضون هذه الفكرة، ويخافون من نظرة الناس لهم.

أتمنى منكم الحل، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

واضح من سؤالك أنك تعاني من شيء من الرهاب الاجتماعي، والذي كثيرًا ما يترافق مع نوبات الهلع أو الذعر، والذي وصفته بسؤالك، حيث تشعر بتسرع ضربات القلب، والارتباك، كما حصل معك في الصلاة عندما رن هاتفك، فشعرت بالخوف وذهب خشوعك.

أخي الفاضل: من الطبيعي أن يذهب خشوع الإنسان بعد أن يكون في تركيز في صلاته، عندما يرن هاتفه، ولعل في هذا ما يذكرك في مرات قادمة أن تغلق صوت الهاتف قبل البدء في الصلاة؛ لتستطيع أن تتم صلاتك بالوجه الحسن.

تذكر في سؤالك أنك تجد صعوبة في الذهاب إلى العيادة النفسية، وبأن أهلك سيرفضون هذا، على كل سأعطيك خيارًا آخر، وهو أن تحاول من نفسك عدم الخوف من الناس، والإقبال عليهم، ومواجهتهم، وعدم تجنب لقاء الناس؛ إن الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس أنهم عندما يشعرون بالارتباك من مواجهة الناس ولقائهم، فإنهم يبدؤون بالتجنب، وهذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدًا، ويجعلها مشكلة مزمنة، عكس التجنب هو الإقدام والمواجهة، فكلما أقدمت وواجهت الناس والتقيت بهم؛ كلما اعتدت على هذا، حتى يصبح عندك شعور مختلف، لا تشعر بمثل هذا الخوف أو الارتباك، أو نوبات الهلع.

إن هذا الذي وصفته لك نسميه العلاج السلوكي، وهو عن طريق المواجهة وعدم التجنب، فيمكنك فعل ذلك، طالما وجدت صعوبة في الذهاب إلى العيادة النفسية، ولكن إن طال الأمر وزادت معاناتك ولم تحصل النتيجة التي تريد؛ فأرجو عندها أن تعيد النظر في مراجعة العيادة النفسية، وهناك أدوية مضادة للاكتئاب، نستعين بها في كثير من الأحيان في علاج نوبات الهلع والرهاب الإجتماعي.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية والنجاح، والتوفيق في دراستك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً