الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوجت فتاة من قرابتي وأفكر بطلاقها قبل الدخول بها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 32 سنة، عقدت قراني قبل سنتين، على فتاة تصغرني بعام، وهي من أقاربنا، وأعيش في الغربة، ولم ألتقِ بها منذ عشر سنوات، ولم يكن لي معرفة سابقة بها.

خلال فترة التعارف أرسلوا لي صورها، لكنني لم أشعر بأي انجذاب أو نفور تجاهها، وأسرتها طيبة جدًا، وأمي كانت سعيدة جدًا بهذا الزواج، وأصرت عليه، وبناءً على ذلك تم العقد.

خلال السنتين الماضيتين، حاولت أن أتقبل هذا الوضع، وأن أرضى بما قسمه الله لي، لكن للأسف مع مرور الوقت أصبحت أنفر منها أكثر، ولم أكن أشعر بأي مشاعر تجاهها، أتعامل معها بلا مشاعر، وأحيانًا تمر أيام دون أن أكلمها، أصبحت أغضب بسهولة عند الحديث معها، ويحدث شجار لأتفه الأسباب، رغم أنها إنسانة طيبة، إلا أنني أخشى أن أظلمها، لأنني أزداد نفورًا يوماً بعد يوم، وأشعر بالكراهية تجاه نفسي بسبب ذلك.

في الشهور الأولى بعد العقد، قدمت لها طلب إقامة في البلد الذي أعيش فيه، لكن تم رفض الطلب أكثر من مرة، وفي نفس الوقت، لدي مسؤوليات تجاه إخوتي وأخواتي لمساعدتهم، وظروفي ازدادت صعوبة مع اشتداد الحرب في بلدنا، مما يتطلب مني الكثير من الوقت لتدبير أموري.

صارحت والدي ووالدتي برغبتي في إنهاء الزواج، لكنهما رفضا ذلك، وحاولت التأقلم مجددًا ولكن دون جدوى، وأصبحت أكره نفسي أكثر.

حاولت مصارحتها أيضًا، لكنها بدأت بالبكاء، وقالت إنها تشعر بالظلم، وأنه لن يتقدم أحد للزواج منها، وهي مطلقة في هذا العمر؛ مما جعلني أشعر بتأنيب الضمير.

الآن، ضميري يعذبني، ولا أعلم ماذا أفعل؟ لا أستطيع الاستمرار في هذا الزواج، فكرت كثيرًا في الزواج من أخرى، ولكن الله وحده يعلم إن كنت سأستطيع العدل بينهما، خاصة أنني أشعر بنفور شديد من زوجتي الحالية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يوفقك للخير، وأن يختار لك الزوجة الصالحة، وبعد:

اعلم -بارك الله فيك- ابتداء أن الزواج قدر مكتوب، ورزق مقسوم، ومن قدرها الله لك زوجة ستكون، ومن لم يقدرها لك لن تكون، ولو اجتمع أهل الأرض كلهم.

ما أنت فيه من صراع نفسي واجتماعي أمر متفهم، إذا انتبهت لأمرين:
1- طبيعة النفس حين تستشعر أنها اقتربت من التقيد بفتاة واحدة، فيها ميزات كان يرجوها، وعيوب لا يرتضيها، مع شغف نفسه بالبحث عن الكمال، وإن لم يصرح بذلك؛ تجعله دائماً في تردد وتخوف.
2- حرص الشيطان المتكرر مع كل شاب على إفساد أي زواج بين اثنين صالحين؛ وذلك بتضخيم السلبيات، وتهوين الايجابيات.

إذا استحضرنا هاتين النقطتين، مع كونك مغترباً، تعرض عليك صنوف النساء، وأنت تمني نفسك باختيارات ومواصفات، يكون بعضها موجوداً وبعضها غير موجود، فيضيق بذلك الصدر.

أخي، سل نفسك عن الأسباب الحقيقية وراء عدم تقبلك للفتاة التي ذكرت أنها متدينة، وأهلك أحبوها، ثم اجلس مع نفسك، وقل: هل هذا السبب وحده كفيل بنقض الزواج؟ هل حسناتها الباقية لا تغفر هذه الزلات؟ هل يمكن لهذه الأخطاء أن تعالج أو يتم التعايش معها؟ إذا أجبت على سؤالك هذا جيداً أخذت القرار الأصوب.

إننا ننصحك -أخي- بما يلي:
1- إعطاء فرصة حقيقة لنفسك، باكتشاف ميزات زوجتك.
2- الحديث معها أكثر.
3- تحصين نفسك بالأذكار.
4- الاستخارة، وهي لا تفضي إلا إلى الخير.

بعد ذلك انظر، وستجد وضوحاً عندك أكثر، نسأل الله أن يكتب لك الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات