الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهملت زوجتي فكرهتني، فهل يمكن أن تحبني مرة أخرى؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج، أهملت زوجتي، لم أكن عاطفيًا معها 13 سنة، لجأت زوجتي لمواقع الشات لتملأ الفراغ، ثم كرهتني، ولا تستطيع إعطائي حقوقي.

أنا الآن تغيرت معها إلى الأفضل، أصبحت أحبها وأهتم بها أكثر، ولكن هي تقول لي: إنها بحاجة إلى وقت لكي تعود إلى محبتي، فقلبها لا يوجد به مشاعر تجاهي الآن!

من خبرتكم: هل ستعود تحبني مثل الأول أم إذا كرهتني لن ترجع إلى محبتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب،

هذا الأمر يتطلب منك الاجتهاد، والصبر، والسعي في المبادرات لتغيير الصورة السلبية التي تكوَّنت على مدى سنوات من الإهمال، وانعدام العاطفة، لذا عليك أن تكون واعياً تماماً بأن العلاقة الزوجية علاقة تبادلية، وهي قبل كل شيء أمانة، ومسؤولية أمام الله تعالى، وتضييع هذه الأمانة إثم عظيم عند الله تعالى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول).

وبما أنك قد اعترفت بتقصيرك في حق زوجتك، فمن الضروري أن تبدأ بعلاج هذا التقصير بضده حتى تعود العلاقة إلى وضعها الطبيعي، وبما أن الإهمال دام 13 سنة، فمن الصعب أن ترى نتائج سريعة.

ومن الجيد أن زوجتك تقبلت عودتك وطلبت منك بعض الوقت للتأقلم مع التغيير، ففي هذه الفترة زوجتك بحاجة إلى تقييم مدى جديتك وصدقك في ترك الإهمال، والاهتمام بها وبحياتكما الزوجية، عليك أن تثبت ذلك عملياً بالقول والفعل على مدى فترة زمنية.

حاول قدر المستطاع أن تكسر الانطباعات السلبية الماضية بأفعال تؤكد اهتمامك وحبك، مثل الخروج في رحلات خاصة، أو السفر معاً، أو تقديم هدية، أو المبالغة في حسن التعامل وإظهار الثناء والحب، هذه الأمور تثبت عملياً التغيير، وتتيح فرصاً للحوار والمناقشة، مما يساعد على إغلاق ملفات الماضي بشكل نهائي.

نود أن نلفت انتباهك أيضاً إلى مسألة لجوء زوجتك إلى مواقع المحادثات، لا يخفى عليك أن هذه المواقع قد تحتوي على مخالفات شرعية، فقد تكون المحادثات بين الرجال والنساء وتحدث فيها تجاوزات، لذلك خلال فترة إصلاح علاقتكما، يجب عليك أن تمنع زوجتك من الاستمرار في استخدام هذه المواقع التي قد تفسد عليها دينها وأخلاقها، فأنت مسؤول أمام الله عن حماية ونصح زوجتك من الانحراف والخطأ، ومهما كان فهي لا تزال زوجتك، وبما أن علاقتكما غير مستقرة بسبب الإهمال السابق، يمكنك نصحها بالمعروف وتذكيرها بالله تعالى، وتنبيهها إلى أن معالجة الخطأ لا يكون بالوقوع في خطأ آخر، اشرح لها أن ملء الفراغ يكون بما ينفع في الدين والدنيا، وليس بما يفسد الأخلاق ويعرضها للفتن والإثم.

أخيرًا أخي الفاضل: اجتهد في الدعاء بأن يصلحك الله ويهدي زوجتك، وأن يعينك على الثبات في رعاية أسرتك، ادعُ الله أن يصلح حال أهلك، ويصرف عنهم السوء، وأن يجعل بيتك مكاناً للسكن والمودة والرحمة، حاول أن تملأ حياتكما الأسرية بطاعة الله تعالى؛ كأن تقوما بأنشطة جماعية مثل: قيام الليل معاً، أو تلاوة القرآن، أو حضور المحاضرات الدينية، فكل هذه الأنشطة تساعد على كسر الانطباع السلبي عن الماضي وبدء حياة جديدة، تذكر أن الأفعال العملية هي التي تقوي العلاقات وتصلحها، وليس مجرد التمنيات.

وفقك الله ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً