الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الطهارة لا يفارقني.. أريد حلاً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من سيادتكم أن تساعدوني في إيجاد حلٍّ يُطمئن قلبي في هذا الأمر.

أعاني منذ فترة من مشكلة في الجهاز الهضمي، وكثرة الغازات، وهذا الأمر يجعلني دائمًا في حالة خوف وقلق بسبب أني أجد في معظم الأحيان أثر بلل خفيف عند فتحة الدبر في الملابس الداخلية، وعندما أستكشف الأمر بالاستبراء بالمنديل لا أجد شيئاً من أثر هذا البلل، أو أثر غائط، ولكن ربما أجد بللاً خفيفًا في المنديل بعد الاستبراء.

هذا يجعلني في حيرة وشك دائمين، هل هذا نجس أم رطوبة وعرق؟ حيث إنه لا يوجد مع الأثر الخفيف لون نجاسة أو رائحة، لقد تعبت من هذا الأمر، وبحثت كثيرًا لأجد إجابة تجعلني أطمئن، ولكن مع الأسف ازداد الأمر تعقيدًا، وأصبحت خائفاً من أنني لم آخذ بأسباب الطهارة، وأن صلاتي غير صحيحة، وكل ما ألمسه غير طاهر، وأصبحت العبادة شاقة جدًا، وفقدت الأمل في التحسن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية.

أخي الكريم: هذا النوع من الوساوس شائع جدًّا، واضطرابات الجهاز الهضمي -حتى وإن كانت بسيطة- قد تعطي الموسوس الانطباع بأن ريحًا قد خرج، أو أنه يوجد إفرازات، أو بلل في فتحة الدُّبر، وهذا يُجسّد الوسواس بصورة كبيرة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تُحقّر تمامًا هذه الأفكار، وأرجو ألَّا تقوم أبدًا بتكرار عملية الكشف أو استكشاف إن كان هناك بلل أم لا، أوقف استعمال هذه المناديل تمامًا -أيها الأخ الكريم- وعليك الاستنجاء والاستبراء بصورة صحيحة وسليمة، ودون أي إسراف، ودون أي وسوسة زائدة عن اللازم، هذه مهمّة جدًّا يا أخي.

وأنا أنصحك ألَّا تستنجي وتستبرئ من ماء الصنبور باستعمال الشطّاف (رشاش الماء)، استعمل الإبريق، وحدد كمية الماء، وحاول أن تقاوم بشدة، وتُحقّر هذا الوسواس تمامًا حين تستحوذ عليك هذه الفكرة، فكرة وجود البلل، وهل هو عرق أو رطوبة، أو سائل نجس؛ قل لنفسك: (هذه أفكار وسواسية حقيرة، أنا لن أتبعها أبدًا، أنا لن أقوم بالتفتيش، أو التأكد ما إذا كان هناك بلل أو خلافه).

أخي: لابد أن تُوقف هذه الممارسة؛ فهذا هو العلاج الرئيسي. الوسواس يُعالج من خلال التحقير والمقاومة وصرف الانتباه عنه، أمَّا تكرار ما تقوم به؛ فهذا -حقيقةً- يُقوّي الوساوس، أرجو ألَّا تُكافئ هذه الوساوس أبدًا، والجأ لهذا المبدأ، مبدأ التحقير.

وأنت مثلًا كن عازمًا في اليوم أنك لن تقوم أبدًا بالتأكد إن كان يوجد بلل أو لا، أنت تقول: أنا قمتُ بالاستنجاء والاستبراء بصورة صحيحة، هذا يكفي تمامًا، وحتّما ألَّا تقوم أبدًا بعملية البحث والتفتيش هذه لساعات طويلة، هذا مهمٌّ جدًّا، وطبعًا العلاج الدوائي سوف يُساعدك كثيرًا.

الأدوية المضادة للوساوس ممتازة جدًّا، ومنها عقار (فافرين) والذي يُعرف باسم (فلوفاكسمين) من الأدوية الممتازة جدًّا، ومنها عقار (سيرترالين)، والذي يُسمَّى (لوسترال) أو (زولفت) من الأدوية الممتازة جدًّا.

أخي الكريم: إن أردت أن تقابل طبيبًا نفسيًا، فهذا أيضًا أمرٌ جيد، وإن لم تستطع فاتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وفي ذات الوقت تناول أحد الأدوية التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تعالى سوف تجد خيرًا كثيرًا جدًّا من هذه الأدوية.

جرعة الفافرين هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا ليلًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلًا، لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائتي مليجرام ليلًا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى مائة مليجرام ليلًا لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا ليلًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الفافرين، هذا دواء رائع جدًّا وسليم وغير إدماني.

بالنسبة لوساوس النجاسة من الناحية الشرعية يمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية: (2422880-2499675).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً