الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعدت قريبتي بعمل تطريز لها مجاناً وأنا بحاجة للمال!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعمل في مهنة التطريز البرازيلي، وطلبت من ابنة خالتي أن أعمل لها، فسألتني عن السعر، وقلت: بأنني آخذ على هذا 100 فقالت بأنها تعرف امرأة طلبت من مكان آخر بسعر 80، فقلت لها: خذيه مني بدون ثمن، ولم أفكر بذلك جيداً، وقلت لها عندما يتم تجهيزه أبلغك بهذا، الآن فكرت بهذا الموضوع، لا أعلم هل أقدر أن أعتذر عن هذا؟ ولا أعرف كيف أتعامل مع الموضوع؟

علماً أنني بحاجة المال، لكن لا أعلم لم تسرعت؟ وأيضاً لا أريد أن أتخلف عن كلمتي، هو ليس وعداً، ولكن قلت لها: أعطيك إياه مجاناً!

مع العلم أن أهلي يدققون على المال وهكذا، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dunya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنتفهم تمامًا شعوركِ بالحيرة والتردد في هذا الموقف، وخاصة عندما يكون هناك تضارب بين الرغبة في مساعدة الآخرين، والحاجة الشخصية إلى المال.

هنا بعض الخطوات التي قد تساعدكِ في اتخاذ قرار حكيم:

1. التحدث بصراحة مع ابنة خالتك؛ حيث يمكنك ببساطة أن تشرحي لها الموقف بصدق، قولي لها: لقد تسرعت عندما عرضت عليك العمل مجانًا دون أن أفكر جيدًا في الأمر، وأنك بعد التفكير وجدتِ أنكِ بحاجة إلى المقابل المادي بسبب ظروفك الشخصية، غالبًا ما يتفهم الناس هذه الأمور إذا كنا صادقين وواضحين.

2. عندما تتحدثين معها، حاولي أن تكوني لطيفة وصريحة في الوقت ذاته، يمكنكِ أن تقولي شيئًا مثل: "بعدما فكرت في الموضوع جيدًا، أدركت أن الظروف لا تسمح لي بتقديم العمل مجانًا، وأنني تسرعتِ في قراري الأول".

3. إذا كنتِ لا ترغبين في التراجع تمامًا عما قلته، يمكنكِ اقتراح حل وسط، مثل تقديم خصم خاص أو تخفيض السعر قليلاً، بهذا الشكل تكونين قد حافظتِ على مساعدتها، وفي نفس الوقت حصلتِ على مقابل يعينكِ على التزاماتكِ.

4. إذا كنتِ تشعرين بأنكِ تفضلين الالتزام بالكلمة التي قلتها، يمكنكِ إنهاء العمل مجانًا كما وعدتِ، لكن في نفس الوقت من الجيد أن توضحي لها أنكِ قمتِ بذلك في هذه المرة فقط، ولن تتمكني من تقديم هذا في المستقبل؛ نظرًا لظروفكِ.

5. بما أن أهلكِ يهتمون بالمال والتخطيط المالي، يمكنكِ استشارتهم في هذا الموقف، ربما يقدمون لكِ نصيحة تساعدكِ في اتخاذ القرار الأنسب، الذي يوازن بين احتياجاتكِ والتزاماتكِ.

في النهاية: تذكري أن الصدق والصراحة هما الأساس في التعاملات، إذا قررتِ أن تكملي العمل مجانًا، فسيكون لكِ أجر عند الله، ولكن لا بأس إذا اخترتِ أن تطلبي مقابلًا ماليًا بعد توضيح الموقف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ" (رواه مسلم)، لذا إن أكملتِ العمل بنية حسنة، سيكون ذلك خيرًا لكِ.

تصرفي بحكمة وتوكلي على الله، ونسأل الله أن ييسر لكِ الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً