الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ظلمت قريبي عندما رفضته وقبلت بآخر؟

السؤال

أنا فتاة، منذ أربع سنوات اعترف لي شاب أنه يحبني، ويريد الزواج مني، وهو من الأقارب، وكان حينها بعمر 15 سنة، وأنا أصغر منه بسنة، لم أقم بإعطائه أي ردة فعل، لا بالرفض ولا بالقبول، لأني لا أريد التكلم مع شباب من الأصل، لكنه قام بإخباري عندما أرسل لي المسج بأنه لا يريد أن يتحدث معي، لأنه يعلم أن هذا حرام، لكني أصررت بأن لا أرد، وقمت بحظره.

طول هذه السنوات وهو يلمّح بكثير من الأشكال، وعندما أصبحت بعمر 18 سنة، وهو بعمر 19 سنة، تقدم لخطبتي، لكني رفضت، لأني أريد إكمال دراستي، وهو أساساً يعيش في غير بلدي، لكني قمت بإخبارهم أني لا أعلم إذا كان هو المناسب لي أو لا.

الآن أرى أنه لا يناسبني، وقمت بالرفض، ليس اعتراضاً عليه كشخص، بل اعتراضًا على الزمن والظروف، ولأني أريد إكمال دراستي، لكن إلى الآن أنا لا أعطي أي قبول أو رفض، وأهلي أبدوا رفضهم، لأنهم لا يريدون الزواج من الأقارب، وقاموا بإقناعي واقتنعت.

قمنا بإنهاء هذا الأمر منذ 15 يوماً، بحجة أننا لا نريد زواج الأقارب.

من جديد تقدم لخطبتي آخر، وأخبرني أنه سيكمل لي دراستي، ويعينني عليها حتى وإن تزوجنا، وأنا ارتحت إليه، واستخرت وقبلت، لكني أشعر أني قد ظلمت ابن خالي، لأنه يريدني منذ زمن، ولا زال يحاول.

لدرجة أني لا أستطيع أن أُبدي فرحي بخطبتي، ولم أقم بإخبار أحد من الأقارب، خوفًا من ردود أفعالهم.

هل أنا أكون قد ظلمته؟ وهل الذي فعلته من أني لم أتزوج به يعتبر حراماً؟ وهو لسنوات عديدة يريدني وأنا لم أقم برفضه أو قبوله، بل تركت الأمر يمشي حسب النصيب.

أنا خائفة جدًا، حتى إني خائفة من أني قد أكون ظلمت خاطبي بتفكيري وانشغالي بالأمر، خصوصاً أن عقد قراني قد اقترب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الحرص على عدم الكلام مع شاب لا يحل لك، وهذا دليلُ خيرٍ عندك، وأرجو ألَّا تندمي على ما حصل من الرفض للخاطب الأول، خاصةً والأسرة تُشارك في ذلك الرفض، وأي شاب -سواء كان من الأقارب أو من الأباعد- يُدركُ أنه عندما يتقدّم فقد يُرفض وقد يُقبل، وهذا يحدث للشاب ويحدث للفتاة، ونسأل الله أن يُقدّر لك وله الخير ثم يُرضيكما به.

أمَّا ردة فعل الأقارب فينبغي أن يتولّاها الوالد والوالدة، أو العمّات والخالات، كونهم الأقدر على إقناع الآخرين، ومن الناس مَن يرفض الزواج من الأقارب حرصًا على دوام الصلة، وخوفًا من المشكلات التي قد تحدث، وخوفًا من الأمراض إذا كان ذلك متصلًا في الأمهات والأجداد والجدّات، فيُخشى عندما يستمر هذا الزواج من الأقارب أن يكون فيه نوعٌ من الضعف للذريّة التي تخرج.

لذلك الأمر أسهل ممَّا تتصورون، فأحسنوا الاعتذار، وأكملي حياتك ومشروعك مع الشاب الذي ترينه مناسبًا، وابنُ الخال سيجد مَن تقبل به، وهذه الأمور يُقدِّرُها ربُّنا القدير -سبحانه وتعالى-، والكون هذا مِلْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله.

نسأل الله أن يُعينك على اختيار صاحب الدّين، وعلى الأهل أن يتحمَّلوا مسؤوليتهم في السؤال عن الشاب المذكور، كما من حق الشاب أن يسأل عنكم، ونسأل الله أن يُؤلّف القلوب، وأن يغفر الزلّات والذنوب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً