الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لضربة شمس نتج عنها دوخة وهلاوس، فهل حالتي خطيرة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 26 سنةً، منذ 5 أيام ذهبت للبحر، وبقيت هناك من الساعة الثامنة صباحًا حتى منتصف النهار، وعند رجوعي للمنزل كان جسمي ساخنًا، ومحمرًا، وبعد الاستحمام جلست أمام التكييف، فشعرت بألم في رأسي، مع دوخة، فذهبت للغرفة الأخرى التي لم تكن مكيفةً، وعندما أردت إغماض عيني رأيت أمواج البحر، ولم أستطع النوم، وأصابني ألم في بطني، نتج عنه إسهال شديد، مع دم كثير، فاتح اللون، غير مؤلم، ولكنه أفزعني، وبعد الفحص في المستشفى قالوا لي بأنها بواسير داخلية، مع أنني أعاني من بواسير خارجية.

ثم أجريت بعد ذلك منظارًا سفليًا، وبعض التحاليل، والعينات، وقالوا لي: ليس هناك شيء خطير.

حاليًا: أشكو من دوخة في الرأس، مع تعب شديد لا يزول، حتى لو نمت لساعات طويلة؛ فإني أشعر بثقل في رأسي، كذلك عندما أكون مستيقظًا أشاهد الهاتف يأتيني نوم شديد، وأسمع هلاوس بمجرد إغماض عيني، ويتكرر معي هذا الموضوع كل دقيقة، كل هذه الأعراض حدثت معي بعد تعرضي للشمس، فهل لها مضاعفات مستقبلية أخرى جسدية غير تلك التي حدثت معي؟ لقد تدمرت نفسيتي كثيرًا، ولم أعد أضحك، فهل حالتي خطيرة؟

أفيدوني أرجوكم، فقد تعبت كثيرًا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البحر، ومع ارتفاع درجات الحرارة قد تحدث ضربة شمس Sun stroke، والأمر ليس خطيرًا، لكن ترتفع فيها درجة الحرارة، ودخولك إلى المكيف مباشرةً بعد الاستحمام أدى إلى المزيد من ارتفاع درجة الحرارة، وكان من المفضل الاستحمام بالماء البارد، وتناول قرصين من مسكن الباراسيتامول، وعدم التواجد في غرفة مكيفة.

وفي حال ما استمر احمرار الجلد، مع تصبغات في البشرة، والشعور بالحكة، فهذا يسمى حرق الشمس sun burn، ويمكنك دهان كريم زنك، وكريم هيدروكورتيزون ثلاث مرات يوميًا؛ لإعادة تجديد البشرة، ولا قلق -إن شاء الله-.

وحالة الإسهال أمر مختلف؛ فهو مرتبط بتناول طعام غير مُعد جيدًا، وقد أدى ذلك إلى جرح بسيط في البواسير؛ مما أدى إلى حدوث نزيف الدم، وهذه أمور بسيطة يمكن التعامل معها والتحكم فيها، بمعنى أنها ليست أمراضًا مزمنةً، ولكن حالات حادة مثل: ضربة الشمس، والإسهال، ونزيف البواسير.

وللسيطرة على النزيف والبواسير: يمكنك تناول حبوب tranexamic acid 500 mg قرصين، ثلاث مرات في اليوم، لمدة 5 أيام، مع تناول كبسولات دافلون daflon 500 mg بجرعة تحميلة loading dose، أي كبسولتين ثلاث مرات في اليوم، لمدة أربعة أيام، ثم كبسولتين مرتين في اليوم لمدة ثلاثة أيام، ثم كبسولتين مرةً واحدةً لمدة شهرين، مع دهان كريم بروكتوهيل داخل وخارج الشرج مرتين في اليوم، لعدة أيام.

ولتجنب الإمساك فيما بعد، والذي يمثل السبب الرئيسي لتكون البواسير:
من المهم الإكثار من شرب الماء، وتناول العصائر الطازجة، خصوصًا عصير الخوخ، والبرتقال، والتين، وتناول فاكهة الخوخ والتين، وتناول شوربة الحبوب، مثل: بليلة القمح، ومطحون بذور الكتان، والإكثار من زيت الزيتون، والسلطات الخضراء، والإكثار من الخضار المطبوخة؛ للحصول على المزيد من الألياف الطبيعية الضرورية للهضم الجيد، كذلك ومن المهم تناول كبسولات بروبيوتيك probiotic المفيدة في ضبط مستوى البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، وبالتالي ضبط عملية الهضم، مرتين في اليوم، لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.

والدوخة قد يكون لها علاقة بالنزيف وما يصاحبه من فقر دم (أنيميا)، وهبوط في ضغط الدم، ولذلك يمكنك فحص صورة الدم cbc، وفي حال وجود فقر دم يجب تناول أقراص الحديد، مع تناول البروتين الحيواني في الطعام، ويجب قياس ضغط الدم، وفي حالة وجود هبوط أي ضغط دم أقل من 90 / 60 يمكنك تناول المخللات والأجبان المالحة، والتي تحتوي على كلوريد الصوديوم، والذي يساعد مع شرب المزيد من الماء في تحسن ضغط الدم، وعودته إلى الحالة الطبيعية، ولن تكون هنالك خطورة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً