الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدمنت المسلسلات التركية والأغاني..فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا مدمن للمسلسلات التركية والأفلام والأغاني، وأريد أن أكون ملتزماً دينياً، وأبتعد عن كل ما يغضب الله، وأنا في الثانوية العامة، وأتمنى أن يكرمني ربي، وأدخل كلية الطب، حلم طفولتي، علماً أنني كنت مجتهداً طوال سنين دراستي السابقة، ولكن منذ سنة تعرفت على شخص جعلني أدمن سماع المسلسلات التركية والأغاني، وأصبحت أضيع وقتي بدرجة كبيرة، وهذا الشخص تركته، ولكن بعدها لم أستطع الرجوع لحياتي الدراسية الناجحة، أريد منكم نصيحة، ماذا أفعل؟ وكيف أنظم وقتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أخي الكريم في استشارات إسلام ويب.

اعلم أخي -وفقك الله- أن حرصك على الالتزام بتعاليم الدين دليل خير يريده الله لك، فبادر إلى هذا، واجتهد فيه، فكل الخير في طاعة الله والاستقامة على أمره تعالى، واعلم -أخي- أن مما يُفسد على الإنسان دينه ودنياه هو رفيق السوء، وقد حذر القرآن منه، فقال تعالى: ﴿وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِیلࣰا ۝٢٧ یَـٰوَیۡلَتَىٰ لَیۡتَنِی لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِیلࣰا ۝٢٨ لَّقَدۡ أَضَلَّنِی عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَاۤءَنِیۗ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِلۡإِنسَـٰنِ خَذُولࣰا ۝٢٩﴾ [الفرقان ٢٧-٢٩] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة) متفق عليه.

لذلك من المهم جداً عند سعيك للالتزام بطاعة الله: أن تجتهد في صحبة الأخيار والصالحين، وفي نفس الوقت الابتعاد عن أصدقاء السوء ومرافقتهم، لأنهم يبعدونك عن الله، ويزينون لك الشهوات والمعاصي، ولك أن تتأمل في رفيقك هذا الذي زين لك تلك المسلسلات، حتى أصبحت مدمناً عليها، وتضييع وقتك فيها بلا فائدة، وقد أحسنت في ابتعادك عن هذا الصديق، وحتى تبتعد عن هذه العادة وتنظم وقتك ننصحك بالتالي:

أولاً: لا بد أن تكسر حاجز المتعة الذي يسبب الإدمان على هذه المسلسلات، وذلك من خلال استحضار حلمك وطموحك المستقبلي بقوة في عقلك، فهذه المسلسلات تساهم بشكل كبير في تضييع وقتك؛ مما يؤدي إلى تراجعك الدراسي، ويضعف اجتهادك الذي يوصلك لتحقيق طموحك وأهدافك، ثم إن هذه المسلسلات باب لمعصية الله، وإضعاف القلب، وهذا يُبعدك عن الالتزام وطاعة الله، واستشعار هذا مع الوقت يجعلك تكره تضييع وقتك في هذه المسلسلات، والعناية بكل مفيد ونافع.

ثانياً: أوجد لنفسك البديل المناسب والممتع عن هذه المسلسلات، ابحث عن مهارات مفيدة أو أنشطة تنمي قدراتك، أو شارك الآخرين في أي أعمال تطوعية، حاول أن تملأ وقتك بكل مفيد، ولا تستسلم للفراغ الذي يدفعك لمشاهدة هذه المسلسلات.

ثالثاً: نظّم وقتك، بحيث لا تدع متسعاً للانشغال بهذه المسلسلات، وذلك من خلال عمل جدول نشاط يومي، يبدأ بعد صلاتك للفجر، ثم قراءة الأذكار وشيء من القرآن، ثم عمل أنشطة رياضية، ثم الدراسة، وهكذا، وكلّما قمت بإنجاز شيء قم بمكافأة نفسك بأي شيء مفيد تحبه، فتنظيم الوقت مفيد جداً لإنجاز الكثير من المهام، والشعور بالتقدم نحو تحقيق الأهداف.

أخيراً: أكثر من الدعاء والتقرب إلى الله، ومداومة قراءة القرآن، فطاعة الله تعينك على انشراح الصدر، والشعور بالرضا، وكل هذا يساعدك على التقدم في تحقيق طموحاتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً