الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما ابتعدت عند الله تسهل أمر الدنيا..وسوسة شيطانية!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 17 سنة، كلما أتقرب من الله أجد نفسي تركت الصلاة بعد فترة، وكلما تقربت أحس الدنيا تسد في وجهي، ولما أبتعد عن الله تسهل لي الدنيا، وأحيانا العكس.

فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bilq حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه المشاعر التي تتحدث عنها نوع من تزيين الشيطان، كما أنها تدل على عدم الصبر على الابتلاء، كذلك تدل على تحول العلاقة مع الله إلى علاقة مقايضة وتبادل منفعة، لا أن تكون علاقة عبد مع خالقه وموجده سبحانه، فالله يقول: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى)، وفي المقابل يقول تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، وقال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).

فعلى المسلم عمومًا إذا وقع في معصية أن يبادر للتوبة، ويجتهد في الطاعات لتنقية قلبه من آثارها، لا أن يوغل في المعصية، ويكثر منها، فيُظلم قلبه جرّاء ذلك، يقول تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).

لذلك - أخي العزيز - ننصحك أولاً: بالتوبة إلى الله تعالى، وتحقيق شروطها الثلاثة، من: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه، فالتوبة الناقصة يسهل معها العودة للمعصية، ثم اجتهد في إحاطة نفسك بالبيئة الصالحة، والإكثار من الطاعات حتى يقوى القلب على مواجهة الشهوات.

وتذكر أن ما يصيب المسلم من عدم التوفيق أو ضيق في العيش قد يكون نوعًا من البلاء، أو تنبيهاً بضرورة مراجعة النفس ومحاسبتها على تقصيرها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، صحيح البخاري.

لذلك ننصحك -أخي الكريم-: أن تجتهد في إصلاح نفسك، والإكثار من الأعمال الصالحة، والمداومة على الطاعات مهما حدث لك، وأن تحسن الظن بالله تعالى، وتبتعد عن تلك الأفكار التي يزينها الشيطان في قلبك، فإن الثبات على الخير باب عظيم لصلاح دينك ودنياك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الله قال ... "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه") رواه البخاري.

نسأل الله أن يوفقك للخير، ويدلّك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً