الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بخوف من الأدوية النفسية بسبب آثارها الجانبية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم إن كان ما أعانيه مرضًا نفسيًا أو عقليًا، لا أعرف! راجعت عدة أطباء في العراق، وأخذت جميع مضادات الاكتئاب ولم أتحسن أبدًا، وأحد الاطباء وصف لي دواء وبسببه تعرضت لتشنج قوي ومؤلم في الفك، وهذا أحد الآثار الجابية للدواء، ومنذ تلك الحادثة قطعت الدواء، وأصبحت أعاني من الخوف من الأدوية النفسية، ولم أراجع أي طبيب بعد ذلك، لأن الخوف سيطر علي، وإذا أخذت الدواء يصبح عندي تخوف من آثاره الجانبية، وأنا الآن مريض، فما هو العمل؟ وما هي النصيحة التي تفيدني؟

مع شكري الجزيل لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك التي اطلعتُ عليها اليوم، والتي ذكرت فيها أنك قد استعملت بعض الأدوية النفسية التي وُصفت لك بواسطة الطبيب، ومن هذه الأدوية دواء سبَّب لك تشنّجًا قويًّا ومؤلمًا في الفكِّ، ومنذ تلك الحادثة وأنت تخاف من الأدوية النفسية، وهذا أيضًا أمرٌ طبيعي، يحدث كثيرًا عند الحالات التي تستخدم الأدوية النفسية.

فإذا لم يُراعِ الطبيب عند وصفه لهذه الأدوية النفسية (أولًا) استخدام جرعات صغيرة، بحيث يمكن من خلالها التحكم في الأعراض الجانبية، وثانيًا: تبصير المريض وشرح ما يمكن أن يحدث مثل هذه الأعراض، وكيفية التخلص منها، وبالتالي التمكن من التحكم في هذه الأعراض التي قد تنتج مثل التشنُّجات، والتي يمكن التخلص منها بسهولة شديدة، وباستخدام بعض الأدوية والعقاقير المضادة لها.

عمومًا: ما حدث لك يحدث كثيرًا عند بعض المرضى النفسيين الذين يتناولون مثل هذه العلاجات، ولا يجب أن تخاف كثيرًا من الأدوية النفسية كلها، وليست كل الأدوية النفسية تؤدي لهذه الأعراض الجانبية، وربما قد تكون استخدمتَ أيضًا الدواء الذي استخدمته بجرعة عالية بعض الشيء، وتسبّبت لك في هذا التشنُّج.

عمومًا: نصيحتي الأولى لك هي ألَّا تخاف من الأدوية النفسية، وخاصة إذا تم وصفها من خلال طبيب، وبعد مراجعة الطبيب، لكن بإمكانك أن تشرح للطبيب أنك قد تعرضت إلى مثل هذا من قبل، وبالتالي أن تبدأ العلاج بجرعات قليلة إذا كان لا بد من استخدام علاج، ومن ثم مراقبة حدوث أي نوع من الأعراض: كالرجفة أو التشنُّجات في أي مكانٍ آخر في الجسم، ويمكن بذلك استخدام بعض الأدوية -كما ذكرتُ لك- التي تُساعد على التخلص من هذه الأعراض الجانبية.

عمومًا: هناك أدوية كثيرة جديدة يمكن استخدامها، لا تُسبب هذه التشنُّجات، أو تكون درجة حدوث مثل هذا التشنّج القوي قليلة، بشكل يجعل منها أكثر استخدامًا حاليًا، وبالتالي يكون المريض أكثر تقبُّلًا لها من بقية الأدوية النفسية.

فنصيحتي لك أنك إذا كان لا بد من استخدام الدواء، فكما ذكرتُ مراجعة الطبيب للتأكد من الدواء، ووصف الدواء المناسب، وأخذ منه جرعات قليلة في البداية، ومن ثم ترفع الجرعة تدريجيًّا، والتأكد في حالة حدوث مثل التشنُّج أن يكون هناك ما يُسمّى مضادات التشنّج، والتي يمكن استخدامها للتخلص من ذلك، ويجب ألَّا تخاف من الأدوية النفسية.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً