السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب بعمر 22 عاماً تقريباً، منذ التحاقي بالجامعة وأنا لاحظت أني أعاني من درجة عالية من الرهاب الاجتماعي، لا أختلط بالناس إطلاقًا، وأقضي حياتي كلها في البيت، لا أخرج منه إلا اضطرارًا أو لمقابلة أصدقائي.
الأمر يزداد من حين لآخر، ولم أعد أقدر على فعل شيء وحدي إن لم يكن أحد أصدقائي معي فلا أفعل، أضعت الكثير من الفرص، ولكن هذا بعد أن حاولت كثيراً على فترات مختلفة من التغلب على أزمتي.
لقد حاولت وكنت أعمل منذ مرحلة الثانوية في إحدى الشركات الصغيرة، وتركتها مع دخولي الجامعة، ثم اشتركت في إحدى الأسر الطلابية في بداية مسيرتي الجامعية، ومن ثم في عامي الثالث نزلت للتدريب في إحدى الشركات المتخصصة في مجالي، ولكن تركتها ثم عدت لها ثم تركتها، وكل هذا بسبب مشكلتي، أعتقد أن رهابي الاجتماعي نابع من حكم الناس علي في أول لقاء بيننا؛ حيث إني قصير القامة، طولي 168 سم، وشكلي صغير قليلاً، ففي أي لقاء مع شخص جديد أسمع تعليقًا أو حكماً علي بصغر سني.
أصبحت أشعر وكأن نظرات الناس تلاحقني، في أي مكان أكون صوب نظرهم، وأشعر أني أخشاهم.
أنا في سنتي الأخيرة من الكلية، ولم أتدرب كما فعل زملائي ولم أعمل مثلهم أثناء الجامعة، ووجدت نفسي أفنيت الكثير بلا أي نجاح أو إنجاز أو حتى محاولة طويلة الأمد.
الآن أريد أن أتقدم للعمل في إحدى الشركات قبل التخرج، ولكن خوفي الشديد يمنعني، والتوتر دائماً يظهر علي بشكل لافت، أخشى الرفض بعد الكثير منه، في كل مرة يتكرر الحكم عليّ الأمر يزداد سوءاً بعدها، فشلت في محاولة زيارة أي طبيب.
وبالله التوفيق.