السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة أدرس الطب، ودائمًا هدفي أن يستعملني الله لإفادة الأمة الإسلامية، وأن أسعد أبي وأمي؛ لأن الفضل يعود لهما بعد الله فيما وصلت له، أتمنى العمل كمعيدة في كلية الطب، ثم التطور إلى باقي المناصب، وأن أصبح طبيبةً ممتازةً في عملي، وبالتأكيد الطريق الذي اتبعته لتحقيق هذه الأهداف هو الاستعانة بالله، وترك ما يغضبه، والاقتراب إليه بالأعمال التي يحبها، وأرى نفسي -إلى حد ما- نجحت في ذلك، وإن لم يكن بقدر كبير، وبعد التخرج أرغب في معاملة المرضى معاملةً طيبةً، وأن لا أكون سببًا في تعبهم.
مشكلتي أنني أسير على الخطة التي وضعتها لتحقيق هدفي، وفي النهاية لا أحصل على الدرجات التي أستحقها، أذاكر باجتهاد، ولا أدع الدروس تتراكم علي، ولو ضاق الوقت أترك الباقي لأذاكره في نهاية الأسبوع، وقبل الاختبار تعفينا الكلية من الدوام لمدة 5 أيام حتى نستعد للاختبار، وخلال هذه الفترة أستيقظ من الساعة 5 صباحًا، أقرأ القرآن والأذكار، وأصلي الفجر، وأتوكل على الله، ثم أبدأ في المذاكرة حتى الساعة 11:30 مساءً، وفي وقت النوم أقرأ القرآن والأذكار، علمًا بأني ملتزمة بقراءة الأذكار والقرآن يوميًا.
وحينما يحين وقت الدرجات أجد أنني حصلت على أقل درجة بين زملائي -وفقهم الله-، وهم لا يذاكرون ولا يراجعون مثلي، ومنهم من يفعل أشياء تغضب الله، أعتقد أن حلمي في العمل كمعيدة في كلية الطب لم يعد متاحًا، أصبر نفسي وأقول: إن الله يعلم كل ما أبذله من جهد، ولكنني أريد إسعاد أهلي، فقد تعبت من تكرار الأمر.
أريد أن أعرف هل هناك شيء يمكنني أن أضيفه في مذاكرتي أو يومي لكي يحسن من درجاتي؟ فأنا أدخل إلى الامتحان، وعند رؤية الأسئلة أعرف إجابتها كلها، وأنا متأكدة منها، ولكن الدرجات لا تكون مثل توقعي، لدرجة أنني تخيلت أن شخصًا ما في غرفة تصحيح الأوراق يقوم بوضع درجات خاطئة لي، ويتعمد ذلك -مجرد تخيل-!
أصدقائي يخرجون من قاعة الامتحان دون حل الأسئلة، وأتفاجأ أنهم حصلوا على الدرجة النهائية، وأنا كتبت الإجابة بالتفصيل، ولا أحصل على درجات تناسب مجهودي، هل ما يحدث يعتبر خيرًا لي؟ وهل أستمر بطريقتي هذه في المذاكرة؟ وهل التعيين في الكلية لم يكن خيرًا لي؟ وهل يمكن أن يرسل الله لي إشارةً كي يطمئن قلبي أني فعلت كل ما بوسعي، وأنه سوف يعوضني خيرًا في المستقبل؟
شكرًا.