الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما سافرت شعرت بضيق شديد..فهل حالتي طبيعية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري ٣٠ سنة، كلما سافرت شعرت بضيق شديد، ورغبة في العودة إلى منزلي في أسرع وقت، درست بعيدًا عن مدينتي، وكنت أقضي حوالي خمسة أيام فيها ثم أعود إلى منزلي في نهاية الأسبوع، وخلال هذه الفترة كنت أشعر بضيق شديد، وأنتظر على أحر من الجمر عطلة نهاية الأسبوع للعودة إلى منزلي، على عكس زميلاتي فهن يستمتعن بهذه الفترة ويرين أن حالتي غير طبيعية، أو بها نوع من المبالغة.

ما زالت تصيبني نفس الحالة عند السفر رغم انتهاء الدراسة، حتى وإن كنت مسافرة ليوم واحد فقط، فهل حالتي طبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Princess حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا توجد حالة غير طبيعية فيما ذكرت: (كلما سافرت شعرت بضيق شديد ورغبة في العودة إلى منزلي في أسرع وقت)، كما لا يوجد ما يدل على أنها تمنعك من السفر في حالة وجود ما يستدعي السفر.

هناك بعض حالات الرهاب والخوف من المناطق المزدحمة أو المكشوفة، والبقاء بعيدًا عن البيت يزيد من الإحساس بالخوف، وتظهر أعراض الخوف والقلق الشديد.

إدراكك بأن هذا يحتاج إلى استشارة يعني أن لديك الرغبة في تغيير هذا الإحساس، وهو أمر يحتاج منك إلى النظر بإيجابية لفترة البقاء خارج البيت مهما كان سببها أو مدتها، ويمكنك الاستعانة بأخصائي نفسي لوجود بعض التدخلات التي تساعد على تغيير التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي، وينعكس ذلك على التغيير في السلوك.

--------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة/ د محمد عمر آل طاهر...استشاري أول الطب النفسي العام.
وتليها إجابة/ أ فيصل العشاري..........استشاري نفسي تربوي.
-----------------------------------------------------------------

ما تشعرين به من ضيق عند الابتعاد عن المنزل قد يكون نتيجة للشعور بالحنين إلى الوطن، أو ما يُعرف بـ "الهومسيك"، وهو شعور طبيعي يُصيب الكثير من الناس عند الابتعاد عن بيئتهم المألوفة أو عند التغيرات الكبيرة في حياتهم، هذا الشعور يمكن أن يكون مصحوبًا بالقلق أو الاكتئاب، أو الشوق الشديد للعودة إلى البيئة الآمنة المعتادة.

لكن، إذا كان هذا الشعور يؤثر سلبًا على قدرتك على الاستمتاع بالحياة، أو يمنعك من القيام بأنشطتك اليومية، أو الاستفادة من الفرص الجديدة فقد يكون من المفيد اللجوء إلى الاستشارة المتخصصة كما ذكر د. محمد عمر آل طاهر في رده.

هناك بعض الخطوات التي يمكنك تجربتها للتخفيف من هذا الشعور:

1. اللجوء إلى إقامة روتين مريح، وإيجاد نشاطات ترفيهية أو هوايات تمارسينها أثناء السفر لتخلقي شعورًا بالراحة والألفة.

2. استخدمي وسائل الاتصال المختلفة للبقاء على اتصال بأحبائك وعائلتك أثناء السفر.

3. التحدث عن شعورك مع شخص تثقين به -كإحدى صديقاتك المقربات- يمكن أن يكون مفيدًا ويساعدك على التغلب على الوحدة.

4. حاولي تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية للسفر، والتجارب الجديدة التي تحصلين عليها.

5. محاولة التعرف على الناس والانخراط في الأنشطة المحلية -في حدود المشروع- قد يساعد في تقليل الشعور بالعزلة.

6. التقرب من الله والدعاء له بأن يزيل عنك القلق والضيق، الزمي هذا الدعاء: (اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدَّين، وغلبة الرِّجال).

7. غيري نية سفرك! اجعليها من أجل الله تعالى، فإن كان سفرك للتعلم فاقصدي به وجه الله، وإن كان للنزهة فاجعليها للتفكر في مخلوقات الله، وعجيب إبداعه: ﴿ٱلَّذِینَ یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ا⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلࣰا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [آل عمران ١٩١].

إذا استمر شعور الضيق وأثر على نوعية حياتك، فلا تترددي في طلب المساعدة المهنية، فقد يكون هناك موقف ما في حياتك حصل فيه نوع من أنواع الصدمات التي أثرت على طبيعة تفكيرك حيال السفر، وبمعالجة هذه الفكرة السلبية سيزول هذا العارض بمشيئة الله تعالى.

نرجو لك حظًا موفقًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً