الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاجات دوائية وأخرى سلوكية لأصحاب الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أنا عمري 23 سنة، ولدي عدة مشاكل، أتمنى أن أجد العلاج عندكم بإذن الله.

1- الخوف من المناسبات العائلية أو أي مناسبة أخرى، وتكون خفقان سريع في القلب، وصعوبة التنفس، وارتعاش في اليدين مع الاختناق، وهذا يحصل في بداية حضور المناسبة، ثم أستقر نفسياً بعدها بعشر دقائق.

2- الخوف من الأماكن العامة، مثل البنوك وغيرها، ومن يتواجد من الناس فيها بكثرة، وعدم التأقلم مع الناس، حتى لو يتصل بي رقم غريب يأتيني خوف وارتعاش، وخفقان سريع للقلب.

3- كثرة التفكير السلبي، والإحساس بأن الناس كلهم يغلب عليهم طابع الشر، وإحساسي بأن كل شخص ينظر إلي فهو يريد بي شراً، ولا أثق بأحد من الناس، ولو أن أحداً صرخ بوجهي تجد يداي ورجلاي ترتجفان، ويأتيني خفقان سريع، وتلعثم، وهذا لم يأتني إلا مؤخراً، حيث أني كنت لا أخاف ولا أهاب من أحد، أما الآن انقلبت الآية وتبدلت الأحوال.

4- كثرة التوتر، وأصبحت حياتي جحيماً فلا أرغب في الخروج من البيت ولا أرى للحياة أي شيء جميل، وثقتي بنفسي ضعيفة، وأرى نفسي أقل من الناس دائماً، وعندما أريد أن أعمل عملاً معيناً يأتيني خيبة أمل مسبقاً، ولا يأتيني مبادرة للشيء الذي أسعى له، مع أنني أفكر في مستقبلي، ولكن أرى نفسي عاجزاً عن عمل شيء لمصلحتي، فأتراجع عنه.

*حاولت كثيراً الخروج من هذه الحالة بنفسي ولكن دون جدوى.

*ذهبت إلى دكتور نفسي وصرف لي دواء اسمه (زيروكسات) حبتين في اليوم ولكن لم تنفع، فزاد الجرعة إلى ثلاث، ثم إلى أربع حبات في اليوم، ولم تكن فعالة بالشكل المطلوب؛ فخفض الجرعة إلى حبتين وصرف معه دواء اسمه (إلايوركس) ثلاث حبات في اليوم.

بعدها شعرت بالتحسن بواقع 70% مع وجود قليل من الرهاب، واستمريت عليه مدة 7 أشهر، ثم توقفت عن الزيروكسات أولاً بالتدريج، ومن بعدها توقفت عن الإيوركس، وبعد التوقف عن العلاج بثلاثة أشهر انتكست الحالة كما ذكر أعلاه.

وأخيراً: (ما هو العلاج المناسب لحالتي، مع مراعاة ثمن العلاج، وأن لا يكون له تأثير على الوزن. ومن خلال تجربتي للزيروكسات فهو يزيد الوزن بشكل غير طبيعي، وثمنه تقريباً 50 دولاراً.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تائه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأعراض التي ذكرتها بالطبع هي أعراض الخوف أو الرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي دائماً يُعالج بالمواجهة، والمواجهة يمكن أن تكون أولاً في الخيال، ثم في التطبيق، بمعنى أنت تجلس في مكانٍ هادئ، وتأمل أنك في مواجهة كبيرة أو في تجمعٍ كبير، أو طُلب منك أن تستقبل الضيوف.

استمر واسترسل في مثل هذا التفكير لمدة طويلة لا تقل عن 20-30 دقيقة، ويمكنك أيضاً أن تتأمل أنك قد طلب منك أن تؤم الناس في الصلاة في مسجد كبير، عش هذه الخيالات بقوة، فهي مجربة من الناحية العلمية، ومفيدة جداً.

الشيء الثاني: أرجو أن لا تتجنب أماكن خوفك، بل على العكس حاول أن تتردد عليها، حاول أن تبدأ بالذهاب إلى أقل الأماكن خوفاً، وكرر ذلك، ثم إلى الذي يليه... وهكذا.

المخاوف تُعالج بالمواجهة، والتجنب يزيد من المخاوف، فأرجو أن لا تتجنب، وأرجو أن تكون مواجهاً.

عليك أيضاً الثقة في نفسك، وعليك أن تكون فعالاً، وعليك أن تستثمر وقتك بالصورة الصحيحة.

الأدوية التي أعطيت لك هي أدوية طيبة، فالزيروكسات يُعتبر علاجاً جيداً ومثالياً، ولكنه لم يفدك مع أنك وصلت إلى أكبر جرعة وهي أربع حبات في اليوم، وأتفق معك تماماً أنه يزيد من الوزن.

الإيوركس أفادك جداً؛ لأنك ذكرت أنك وصلت إلى درجة 70% من التحسن، وهذه بصدقٍ وأمانة تعتبر درجة جيدة، ولكن مدة العلاج في مثل حالتك ربما تتطلب أن تكون أطول من المدة التي جربتها، وقد تمتد مدة العلاج إلى سنة ونصف أو إلى سنتين.

أود أن أشير عليك بأن تبدأ مرةً ثانية في استعمال الإيوركس، وارفع الجرعة إلى600 مليجراما في اليوم؛ حيث أن الحبة الواحدة تحتوي على 150 مليجراما، وأنت كنت تأخذ 450 مليجراما، ولكن الجرعة المثلى هي 600 مليجراما، ولكن أتفق معك أن هذا الدواء ربما يكون مكلفاً، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فإذا لم تتمكن من الحصول عليه فيمكنك الانتقال إلى الدواء الآخر، وهو تفرانيل، وهو من الأدوية القديمة الثلاثية الحلقة، وهو يُستعمل لعلاج الاكتئاب، ولكنه أيضاً مفيد في علاج الرهاب والمخاوف بصفةٍ عامة، وهو علاج غير مكلف أبداً، وجرعته هي 25 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بهذا المعدل أي 25 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصل إلى 100 مليجراما في اليوم، وهي الجرعة العلاجية، وعليك أن تستمر على هذه الجرعة لمدة عامٍ كامل، ثم تبدأ في تخفيض الجرعة بمعدل 25 مليجراما كل أسبوعين، ويمكنك أن تتوقف بعد ذلك تماماً.

هنالك أدوية بديلة متوسطة السعر، مثل فافرين، وهو يُعتبر أيضاً علاجاً جيداً، والجرعة هي 50 مليجراما ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بنفس المعدل 50 مليجراما كل أسبوعين، حتى تصل إلى جرعة 200 مليجرام في اليوم، وتستمر عليها أيضاً لمدة عام، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة بمعدل 50 مليجراما كل شهر، حتى تتوقف عن العلاج، يمكنك اختيار أي من الدوائين حسب ما تستطيع، وأسأل الله لك الشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً