الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات في اختيار شريك العمر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ عزباء، عمري 22 سنةً، ومقبلةٌ على الزواج، تقدم لخطبتي رجل من معارفنا، والمعروف عنه أنه ملتزمٌ بالفرائض، وبارٌ بوالديه، وهو معروفٌ جداً بالشهامة والرجولة والنخوة والقوة، وهو من عائلة كبيرة ذات حسب، ومعروفة بالكرم والشهامة، ولكنني وجدت أموراً لم تعجبني فيه، وضاق صدري لها، رغم أنني كنت سأرتضيه زوجاً لي.

دخلت لحساباته في مواقع التواصل، ورأيت أنه يتابع بعض الصفحات التي فيها صور نساء متبرجات، وصفحات فيها صور لنساء تظهر مفاتنهن بشكل خادش للحياء -والعياذ بالله-، وأيضاً يتابع النساء ويتابعونه في مواقع التواصل، ولديه متابعون كثر.

ضاق قلبي وصدري لهذا، ولم أعد أحسن الظن به أو أثق به، وخفت كثيراً، فهل هذا كاف لأرفضه رغم ما به من خصال حميدة؟ علماً أنه يكبرني بـ 12 سنةً، وكان متزوجاً قبلي لمدة قصيرة جداً ربما 3 أشهر، وفسخ زواجه لعدم توافقه مع زوجته السابقة، وأهلي يقولون بأنه رجلٌ محترمٌ، وغالباً إذا وافقت عليه سيقبلونه زوجاً لي، هم يحبونه ويحبون أهله.

أنا فتاة -بفضل الله عز وجل- ملتزمةٌ، وعندي حياءٌ -ولا أزكي نفسي-، لكنني أريد أن أختار رجلاً صالحاً يربي أولادي على الطاعة، يقربني من الله ولا يبعدني عنه، أستشيركم في هذا الموضوع، وأعتذر عن الإطالة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال.

المواصفات المذكورة للشاب مواصفات عالية، وغالية، ونادرة، ولا ننصح بالتفريط فيه، ورأي أهلك له وجاهته؛ فالرجال أعرف بالرجال، إذا كان هذا الشاب بهذه المواصفات، وأهله بتلك المواصفات، وتوجد معرفةٌ وتقدير بين أهلك وأهله وحبٌ له ولأهله، فنحن نرى أن هذه مؤشرات إيجابية ومهمةٌ جداً.

وما شاهدتِه في الصفحات التي عنده بلا شك أمرٌ لا يرضي الله -تبارك وتعالى-، ولكننا ينبغي أن نراعي ونهتم بسيرة الشاب الأصلية، هذه المخالفات قطعاً مرفوضةٌ، ولكن وجود هذه الأشياء لا يعني أنه سيستمر فيها، ولا يعني أنه من أهل الفسق والفجور، وإن كانت هذه معصية، وأيضاً نحن لا ننصح بالنبش والتفتيش في ماضي الإنسان، فمن ذا الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط.

وعليه: أرجو أن يكون ردك إيجابياً، ولا ننصح بتفويت هذه الفرصة، ولا مانع من النصح له؛ لأن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على النصح والدعوة إلى الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لئن يهدي الله بك رجلاً -طبعاً أو امرأة- خير لك من حمر النعم). فكيف إذا كان زوجك من تريدين أن توجهي له النصيحة، والذي اختارك من بين سائر النساء؟

وأيضاً أرجو أن تعلمي أن أمثاله بالمواصفات المذكورة ربما يجد من يجري خلفه، ومن يحاول أن يتواصل معه، وقد يضعف فيستجيب، لكن نحن لا نلغي الإنسان؛ لأن عنده بعض المخالفات، ولكن ننظر في الصورة كاملة، الإيجابيات العالية، محافظٌ على الفرائض، بارٌ بوالديه، شهمٌ، رجلٌ، نخوةٌ، قوةٌ، عائلة ذات حسب، معروف بالكرم والشهامة، هذه صفات عالية جداً.

أرجو أن تعلمي أيضاً أن الفتاة قد يصعب عليها أن تجد شاباً بلا عيوبٍ، والشاب قد يصعب عليه جداً أن يجد فتاةً بلا نقائص، فنحن بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمس سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، نحن نميل إلى أن تقبلي به، والرجال أعرف بالرجال، وأهلك من أحرص الناس عليك.

نسأل الله أن يهديه وأن يعينك على النصح له؛ فالحياة الزوجية تقوم على التناصح والتواصي بالحق والصبر.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً