الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شابٌ لا يستطيع صلاة الجمعة في أوروبا..فهل أقبل به؟

السؤال

فتاةٌ عمري 29 ولم أتزوج إلى الآن، خطبني شابٌ مقيمٌ في النرويج، أخبرني أنه لا يستطيع أداء صلاة الجمعة هناك، فهل تنصحونني أن أقبل به أو أرفضه لهذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقك الزوج الصالح الذي تسكن إليه نفسك وتقرّ به عينك.

نشكر لك -ابنتنا الكريمة- حرصك على اختيار الزوج الصالح، وهذا دليلٌ على رجاحة عقلك، وحُسن إسلامك، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه)، فالاعتناء بالأوصاف الدينية في الزوج أمرٌ مهمٌّ جدًّا بالنسبة للمرأة؛ لأن الدّين هو الذي يمنع هذا الزوج مستقبلاً من الوقوع في ظلمها أو التقصير في حقوقها، كما أن خُلقه الطيب يدعوه إلى حُسن المعاشرة وحُسن الألفة.

وفي ظلِّ هذه التوجيهات النبوية ندعوك -ابنتنا الكريمة- إلى اختيار الزوج المناسب، أمَّا كونه لا يستطيع أن يُصلي صلاة الجمعة في البلد الذي هو فيه مهاجرًا، فإن كان لعذرٍ خاصٍّ به - بمعنى أنه يعمل في أوقات الجمعة، فلا يستطيع ترك العمل أو نحو ذلك- فهناك أعذار أقرَّتها الشريعة الإسلامية لترك صلاة الجمعة، أمَّا إذا كان المقصود أنهم يُمنعون من أداء صلاة الجمعة في تلك البلاد؛ فينبغي أن يُنصح بأن يبحث له عن عملٍ في بلدٍ آخر، إذا كان يستطيع الهجرة إلى بلدٍ آخر، فالهجرة تُصبح واجبة لمن كان لا يقدر إقامة دينه في أرض. فإذا كان لا يستطيع هذه الهجرة فهو معذور.

الخلاصة: أنه إذا كان هذا الترك لصلاة الجمعة لعُذرٍ من الأعذار فهو أصلاً غير آثم، ومن ثمَّ لا ينبغي أن يكون هذا مُؤثِّرًا في اختياره زوجًا، أمَّا إذا كان يتركها عمدًا فهذه معصية، ولا يعني أنه إذا وقع في معصية لا يجوز أن تتزوجي به، بل ينبغي الموازنة بين الخير والشر والمصالح والمفاسد، فإذا كان يُؤدي الصلوات الأخرى في أوقاتها ويقع منه تساهل في هذه الفريضة لأمرٍ أو لآخر؛ فلا ننصحك بالإعراض عنه بمجرد هذا السبب، خصوصًا إذا لم يكن قد تقدّم لك مَن هو أكفأ منه وأفضل، فإننا في زمانٍ لا يمكن أن يجتمع فيه الخير كلُّه، ولم يبق إلَّا أن يُوازن الإنسان بين الخير والشر والمصالح والمفاسد.

فوصيتنا لك أن تستخيري الله سبحانه وتعالى، وتُكثري من دعائه أن يُقدّر لك الخير، وأن يختار لك الخير، وتُشاوري العقلاء من أهلك الحريصين على الدّين وعلى مصلحتك، لينظروا في شأن هذا الشاب، فإن كان مناسبًا من الجهات الأخرى فتوكلي على الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً