الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أرجع إلى طليقتي أم أكمل زواجي بالفتاة التي خطبتها؟

السؤال

أنا منفصل منذ سنة ونصف، وقمت بخطبة فتاة أخرى وقفت بجانبي، وتحملت ظروفي، وهي تعلم أني ليس معي مال، وعندما ورثت مالًا من أبي، ظهر بعض الأشخاص يريدون الصلح ورجوع زوجتي التي انفصلت عنها، وهناك كلام بيننا أنا وزوجتي، لكن كلام خفيف.

وعندما استخرت الله بينهما -خطيبتي وزوجتي- والد خطيبتي كلمني في صباح يوم الاستخارة وطلب مني مبلغًا ماليًا، وفي نفس اليوم زوجتي المنفصل عنها التي كانت ترسل لي لمدة أكثر من أسبوع رسائل يوميًا، انقطعت منها الرسائل في هذا اليوم.

أنا في حيرة من أمري، ولا أعلم ما الحل، أرجو من الله أن يوفقكم، وتكونوا عونًا لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

الإنسان إذا استخار ثم لم تتضح له الرؤية، فعليه أن يُكرر الاستخارة، ثم يُشاور العقلاء والفضلاء، وأنت في مسألة الزواج أعرف بنفسك وأعرف بمصلحتك، نسأل الله أن يُعينك على حسن الاختيار، وعلى الوفاء للزوجة التي ستتزوج بها، ونحن بلا شك لا نستطيع أن نُعطي إجابة دقيقة لكوننا لا نعرف ظروف الانفصال من الزوجة الأولى، وما هي الإيجابيات التي عندها، وما هي السلبيات التي فيها، ونتمنَّى من الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

وأجد في نفسي ميلاً إلى القبول بالزوجة الجديدة، وإكمال المشوار معها؛ لأن من الواضح أنه ليس لك أطفال من الزوجة الأولى، وعليه فالأمر سيكون ليس فيه تلك الصعوبات وتلك التعقيدات، ولكن في النهاية أنت صاحب القرار، وأنت أعرف بنفسك، والحياة الزوجية مشوار طويل، ينبغي أن يتحمّل فيه كل طرف، ومن المهم أن يستفيد الإنسان من التجربة التي حصلت له، فالمؤمن لا يُلدغ من الجحر الواحد مرتين.

إذًا ندعوك إلى مزيد من الدعاء، ومزيد من السجود لله تبارك وتعالى، صلاة الاستخارة، مشاورة العقلاء والفضلاء، ودراسة الأمور دراسة عميقة، تذكّر أن رحلة الزواج رحلة طويلة، وتحتاج إلى صبر من الطرفين، وأنت أعلم بنفسك، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

ونحب أن نؤكد أيضًا على مسألة أساسية وهي: أن مسألة الزواج هي ميل، ميل مشترك، فالمكان الذي تجد فيه الميل والارتياح هو المكان الذي ينبغي أن تمشي وتتجه نحوه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً