الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الحنبلي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد تعلم الفقه الحنبلي، وأريد البدء بكتاب زاد المستقنع، لكن لا أستطيع حفظه، هل يكفيني دراسة كتاب زاد المستقنع وحفظ منظومة (النظم الجلي)؟ لأن حفظ النظم أسهل علي من حفظ النثر.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يُعينك وييسّر لك طلب العلم الشرعي، وأن ينفعك وينفع بك.

ثانيًا: نحن نشدُّ على يديك - أيها الحبيب - ونتمنَّى أن تثبت على هذا الطريق الذي عزمت عليه - وهو طلب العلم الشرعي - فإن تعلُّم العلم الشرعي من أجلّ الطاعات، وأعظم القربات التي يتقرّب بها المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يُرد الله به خيرًا يُفقّه في الدّين)، وقال: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع)، والأحاديث والآيات في فضل طلب العلم الشرعي كثيرة جدًّا.

فاثبت على هذا الطريق، واتخذ الأسباب التي تُعينك على تحصيل ما ينفعك من العلم، ومن هذه الأسباب - وهو أهمُّها - التعلُّم على شيخ يُعلِّمُك ما تحتاجه من أمور دينك، فاقصد إلى العلماء الثقات المعروفين في بلدك بالعلم الشرعي، وصاحبهم، فإن مصاحبة العلماء تُيسّر لك تحصيل ما ترجو تحصيله من العلوم الشرعية، وتوفّرُ لك هذه المصاحبة كثيرًا من الوقت، وتُوصلُك إلى العلم الصحيح الذي لا مِرية فيه ولا خطب.

وأمَّا ما ذكرته في سؤالك من الاعتناء بحفظ نظم بدل حفظ النثر، وأن ذلك أسهل، فنقول: نعم - أيها الحبيب - الأمر كما ذكرت، حفظ النظم أسهل وبقاؤه أطول، ولهذا ننصحك بحفظ المنظوم مع التفقُّه في معانيه، وكذلك التفقُّه في المتون المختصرة من المنثور، مثل هذا الكتاب الذي ذكرته (النظم الجلي)، فإذا تيسّر لك حفظ هذا النظم مع دراسة زاد المستقنع دراسةً متأنّيةً، تتفهّم فيها عبارة المؤلِّف، وتُدرك الأحكام المرادة في هذه العبارة؛ فإنك ستصل إلى تحصيل علمٍ كثيرٍ وخيرٍ وفير.

نسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير ويُعينك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً