الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبدلت أحوالي النفسية والجسدية وصرت لا أقدر على فعل شيء!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ قرابة الأسبوع تبدلت أحوالي النفسية والجسدية، وصرت لا أقدر على فعل أي شيء مع رغبتي الملحة في فعله، صرت لا أريد شيئاً إلا الاختفاء والانعزال، وأنا أتعالج عند طبيب نفسي، وقد أعطاني أدويةً شعرت بمفعولها، ولكن فجأةً أصبحت أشعر بأن حالتي بدأت تسوء أكثر من قبل، فظننت أن السبب أن بعض الجرعات قد فاتتني بسبب أنني كنت متعبةً من الاختبارات، فكنت أنام كثيراً، وظننت أنها أعراض انسحابية، مع أن دوائي ليس له أعراض انسحابية شديدة، هذا إن وجدت! ولكن هناك حالات نادرة تكون فيها الأعراض الانسحابية شديدة.

مر الوقت وأنا لا أتحسن، وصارت حالتي أسوأ من ذي قبل بكثير، فخافت أمي، وساعدتني، ونصحتني بقراءة سورة البقرة، ودعتني للصلاة معها، لكن في كل مرة أقرأ فيها سورة البقرة أرهق جداً، ويؤلمني جسدي بطريقة سيئة، ويصيبني التثاؤب كثيراً، وأشعر حينها أنني أرغب في النوم، وعندما أصلي مع أمي يصيبني التثاؤب أيضاً، كما أن الوقوف أيضاً يكون صعباً جداً علي، وكذلك التنفس.

في صباح اليوم شعرت بأن الألم في جسدي قد قل كثيراً، وظننت أن الأمر قد انتهى، وهذا كان بعد إضاعة ساعتين من وقتي على مشاهدة أشياء تافهة، بمعنى آخر عملت ذنباً فشعرت بثقل ذلك في قلبي، فقررت أن أصلي ركعتي توبة، فإذا بالألم يرجع بطريقة شديدة بعد انتهاء الركعتين، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أنت لم تذكري اسم الدواء أو الأدوية التي وصفها لك الطبيب النفسي، هذا كان سوف يُساعدنا كثيرًا حتى نُحدد إن كان الأمر له علاقة بالآثار العامة للدواء، أو أنها آثار انسحابية أو خلافه.

عمومًا الحالة ربما تكون حالةً عارضةً، وربما يكون قد حدث لك التهاب فيروسي مثلاً أدى إلى هذا الشعور بالإجهاد، وهذا قد يحدث من الالتهابات الفيروسية، والشعور الشديد بالفتور والتعب غير المبرر، والشعور بالإجهاد؛ كل هذا قد يكون سببًا في حالتك هذه، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بسورة البقرة.

شعورك بالإرهاق ربما يكون قد نتج من أنك كنت مُتعبةً أصلاً، وقرأت سورة البقرة -وهي سورة طويلة طبعًا-، وهذا جعلك تتصورين أنك أصبحت أكثر إرهاقاً، ونحن ندعو الناس للقيام بالأشياء المهمة حين يكونون في صحة جيدة، وشعور جسدي إيجابي وكذلك نفسي.

حتى العبادة تتطلب اليقظة، وتتطلب أن يكون الإنسان في وضع صحي جيد ليُؤدِّيها على أفضل ما يكون، طبعًا نحن لا نترك العبادات من أجل الإرهاق والتعب، ولكن مثل قراءة القرآن مثلاً بكثرة؛ فهذا يُترك للأوقات التي يكون فيها الإنسان في حالة من الطاقة الجيدة، والتركيز، وحسن الاستيعاب.

أنا أعتقد أنه سيكون من الصواب والصحيح إذا ذهبت إلى الطبيب، على الأقل سيجري بعض الفحوصات البسيطة لك، والتأكد من قوة الدم، والتأكد من وظائف الجسد العامة، والتأكد من السكر، هذه كلها أعتقد أنها مطلوبة في حالتك هذه، ويمكنك أن تتواصلي معنا بعد إجراء هذه الفحوصات، وكذلك إذا أردت التواصل أرجو أن تزوّدينا بأسماء الأدوية التي وصفها لك الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً