الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي رجل ذو عيال وميسور الحال.. هل أقبل به؟

السؤال

تقدم لي رجل منفصل، ومعه أربعة أولاد، وأنا آنسة، وهو يكبرني بخمسة عشرة عاماً، وأنا محتارة في أمري، ففيه من العيوب مثلاً عقله صغير، وسريع الرد، وعصبي، وغير منتظم في الصلاة، بمعنى لو في وقت تجارة قد يذهب عنه وقت الفرض، وكذلك قراءته القرآن قليلة، نحو صفحة واحدة في اليوم.

هو يعمل منذ صغر سنه، ومحب للحياة، حريص في تعاملاته المادية، رغم أنه مرتاح، حينما سألنا عنه منهم من قال: إنه متكبر، ولا يترك حقه في التعامل، لكن لم أشعر مرة بتكبر من ناحيته، سواء علي أو على أهلي.

عندما يحكي لي يقول: لا بد أن يكون قوياً في التعامل مع العملاء، لأجل لو ضعف ستضيع حقوقه، وحين كلمته عن العصبية قال لي: أكيد إنه يتعصب، وممكن الصوت يعلو إذا كان الموقف استدعى ذلك، وهو واقعي جداً، بعيداً عن النظريات.

من مميزاته المعدودة أنه واصل لرحمه وأهله، وقوي، ومحافظ على صحته، وبار بوالديه جداً، ويبدو أن أهله محترمون، وله صدقات خفية لبعض الأسر الفقيرة، ودائماً يقول: أريد الزواج منك لإعفاف نفسي، بعيداً عن الحرام، ودائماً يقول لي: أنا أفتخر بك، وأنت شرف لي، لا يشعر بخجل من حبه لي أمام أهله، فقد تقدم لخطبتي أكثر من مرة، وظروفه ميسرة، لكني كنت أرفضه كل مرة، والآن هو في انتظار طلب يدي من أهلي، لكن أمي غير موافقة بسبب أنه منفصل ومعه أولاد، وأكبر مني سناً؛ فماذا أفعل؟ هل أرفضه لما سمعته من الناس عنه، وأنتظر شاباً أعزب أم أوافق لأنه ليس بشاب مراهق؟


أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإننا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به -أختنا الفاضلة- فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: لا بد من تسجيل ملاحظة فهمناها، وقد تكون خطأً منا، ولكن وجب التنبيه، قد حدث بينكم حوارات وكلام كثير، حتى فهمت طباعه، وأن عقله صغير، وبعض التفاصيل التي تفيد بأن الحوارات كانت مطولة.

نرجو أن يكون هذا قد تم وفق الأطر الشرعية، بمعنى أنه تقدم وأهلك يعلمون، ثم تكلم وقال لك ذلك؛ لأن الحديث على غير هذا الأساس محرم -يا أختنا- ولا يأتي بخير، فكثير من الفتيات اللاتي حدثن الشباب من وراء أهلهن تنكدن كثيراً في حياتهن.

ثانياً: كنا نود أن نعرف بلوغ عمرك، حتى يكون كلامنا أقرب إلى التصور، لكن إن كنت في السن المقبول للزواج فإننا نريدك أن تتريثي ولا تقبلي، فالأعزب لك أفضل، ومشقة الرجل المتزوج مع الأولاد ثقيلة على فتاة لم تخبر الحياة، وإن كنت قد تجاوزت السن المرغوب فيه، فإننا نود أن تراجعي والدتك، ولا تخرجي عن قرارها، فهي أدرى بمصلحتك، فإن وجدت جوراً منها فيمكنك الاستعانة بخالتك أو من تحبهم أمك وتسمع منهم.

ثالثاً: كلام الناس عندنا أدق من كلامه عن نفسه، فإن وافقت الوالدة من حيث المبدأ، فنرجو أن تسألوا أكثر عنه، ولا تعتمدي على كلامه، ليس لأنه يكذب أو يتجمل، بل قد يكون مقتنعاً بنفسه يرى أنه على حق وغيره على الباطل.

لذلك وجب سؤال الناس عنه، سيما وقد ذكرت صغر عقله، وعصبيته، وسرعة رده.

رابعاً: من يتأخر عن الصلاة لأجل تجارة يجب أن يراجع في هذا الأمر، لأنه دلالة ليست جيدة.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً