السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعشق الوحدة والانفراد واستمتع كثيرًا بهذا، وهو جُزء من شخصيتي لا أستحي منه، فأُنفق وقتي في قراءة الكتب الهادفة، والاستماع إلى الأشرطة ومشاهدة المرئيات، ولكن ظروف الحياة تحكُم بضرورة الاندماج في المجتمع، وهذا الأمر صعب ومُعقد جدًا بالنسبة لي، ويتطلب بذل مجهود كبير جدًا، فأنا أحب أن أكون شُجاعًا، فلابُد من تنبيه المُخطئ على الخطأ إذا ارتكبه، وأقف مع المظلومين وأقول كلمةَ الحق، ولابد من استخدام أساليب مُعينة لتظهر شخصيتى قوية ومؤثرة في الآخرين، وهُنا مشكلتي القديمة، وهي أنني حينما أمر بموقفٍ ما أفكر فيه، فإذا انتهى وذهبت إلى نشاطاتي المُعتادة، لا يزال رأسي يُفكر فيه ويُحلل متسائلًا: ما الذي حدث؟ وما معناه؟ وماذا كان يقصِد فُلان من كلمته تلك؟ ولماذا فعل هذا وكيف؟ وما الذي يُبطنُه هذا الشخص بداخله؟
وهذه العلة المرضية قديمة وتؤذيني بشدة، لا يُمكنني أن أستمتع بحياتي بسببها، وأحيانًا تصل بي إلى الشُعور بالإحراج والخجل، بل والاكتئاب.
لا أعتقد أن هذه حساسية، ولا انعدام ثقةٍ بالنفس، ولا انخفاضاً في تَقدير الذات، ولكنني أخشى من أن يُساء فهمي، لأن هذا دائمًا ما يحدُث بالضبط، بل لا أُبالغ إذا قُلت لكُم بأنني أخاف من أن يُساء فهم هذه الرسالة، فالسواد الأعظم من الناس مُتسرعون في إطلاق الأحكام على بعضهم البعض، بلا تأنٍ أو تثبتٍ وتروٍ، بل بالجهل والظُلم، فماذا أفعل؟ ألا من مُرشد؟