السلام عليكم..

أنا آخذ دواء اسمه أريبيبرازول منذ سنة، وأريد أن أترك هذا الدواء وأرتاح وأصبح بخير، ولا أريد أن آخذ دواء آخر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك جدًّا في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الـ (إريبيبرازول Aripiprazole) دواء رائع وممتاز، وهو دواء تخصُّصي، بمعنى أنه يُعطى لحالات مُعيَّنة لتُحسِّن الصحة النفسية عند الإنسان، ويتميز هذا الدواء بأنه سليم جدًّا، قليل الآثار الجانبية، وهو يُعطى من جرعة 15 مليجرام إلى 45 مليجرام يوميًا حسب الحالة.

أنا أقول لك: لا تتوقف عن الدواء حتى ولو أحسست بالملل والتضجُّر منه، وأريدك أن تعرف أن هذه الأدوية هي نعمة من نعم الله علينا، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح في هذا السياق: (ما جعل الله من داءٍ إلَّا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، علمه من علمه وجهله من أجهله)، فنحن نريدك أن تكون من الذين يعلمون فوائد هذه الأدوية والعلاج.

أنا أعتقد أن الطريق الأسلم – ابننا سيف الدين – هو أن تذهب وتقابل طبيبك، وتُناقشه، وتُعبِّر عن وجهة نظرك، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يتقبّل ما تقوله، وإن كان هنالك ضرورة للاستمرار على الدواء – على الأقل بجرعة وقائية – فسوف يوضّح لك الطبيب ذلك، وأنا متأكد أنك بعد ذلك سوف تقتنع بالاستمرارية فيه.

أنا أريد أن أذكر لك أمرًا مهمًّا جدًّا: هذه الأدوية تُعطى كجرعات بداية – بعد أن يتم تشخيص المرض – ثم تُعطى كجرعات علاجية، وفي بعض الأحيان يستمر عليها الإنسان لمدة طويلة كجرعة وقائية، ونحن دائمًا نقول للناس: (اعتبر نفسك – يا أخي – عندك ارتفاعًا بسيطًا في الضغط أو ارتفاعًا بسيطًا في السُّكر أو في الكولسترول، ومطلوب منك أن تتناول الدواء).

موضوع حبة أو حبتين في اليوم أنا لا أرى فيها مشكلة أبدًا، خاصة أن هذه الحالات النفسية إذا انتكس الإنسان بعد أن يتوقف من العلاج دون مشورة أو دون إذن الطبيب سيكون من الصعب جدًّا إرجاعه لحالة الصحة والتعافي، وذلك لسبب بسيط: أن الموصِّلات العصبية الموجودة في الدماغ حين تُحرمُ من الدواء قبل الموعد المطلوب لن تستجيب لاستقبال الدواء مرة أخرى بسهولة، يحدث لها نوعًا من التبلُّد وعدم الاستجابة. هذا الموضوع موضوع علمي شائكًا بعض الشيء، لكن رأيتُ من الواجب أن أطلعك عليه.

لا تيأس أبدًا، كن شخصًا متفاعلاً، كن إيجابيًّا، أنت في سِنٍّ صغيرة، اجتهد في دراستك، كن بارًّا بوالديك، رفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تواصل مع أصدقائك، احرص على واجباتك الدينية، وإن شاء الله تعالى أمورك تسير على خير.

أرجو أن تُراسلني بعد أن تذهب وتقابل طبيبك، لكن لا تتوقف من الـ (إريبيبرازول) دون إذن الطبيب أو دون أن تستمع لوجهة نظر طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.