السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولَّا: أشكركم على هذا المجهود الذي تقدمونه لمساعدة الناس، والله يجعله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب، عمري 23 سنة، ولدي من الذنوب ما لديّ، وأحاول -إن شاء الله- إصلاح ما بيني وبين الله.
كنت أسرق لعائلتي النقود والأشياء الأخرى، والبارحة قرأت أنه على السارق التائب أن يرد الأشياء، وعرفت عائلتي أني كنت أسرق، وقد سامحوني، وهناك البعض منهم من لم يعرف بعد أني سرقت منه، فهل يمكنني أن أعترف لهم وأطلب منهم مسامحتي، أم أطلب من أحد أقاربي الذين يعلمون أن يساعدني في رد ديني؟ مع العلم أنه ليس بالمبلغ الكبير جدًّا، ولقد قدرته تقديرًا؛ حيث أني لا أتذكر المبلغ بالدقة.
أمَّا ثانيًا: أنا أعاني من الكثير من الكآبة والخوف والانهيار بسبب كثرة الظروف الصعبة في حياتي، والتنمر الذي مرَّ علي، ولا زال إلى اليوم، وأنا أتألم، ولا أجد أي حلاوة في الحياة. أستيقظ خائفًا أن أرى أو أقابل أصدقائي الذين يستغلون طيبتي ويظلمونني، وأنام خائفًا كلما تذكرتهم، فهم ينادونني بالمريض والجبان، ويتنمرون عليّ، وكلما حاولت الابتعاد عنهم وجدتهم أمامي.
أحاول دائمًا أن أخبر أهلي بما يجري لي من معاناة، وأخاف أن يكون هذا عقابًا من الله لذنوبي ويجب أن أتحمله، ولا أعرف ما يمكنني فعله، فأنا أحس بالضياع، وأكتب هذه الرسالة وقلبي مملوء بالخوف والقلق والهم، والإحساس بالنفاق الذي لا يفارقني منذ سنوات.
لا أريد شيئًا سوى إصلاح ما بيني وبين الله، وإسعاد والدي اللذين يحطمان قلبي كلما رأيتهما حزينان على حالي، ولا أستطيع إخبارهم بشيء.