السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
بالبداية الشكر لكم، وربما هذا المنفذ الوحيد الذي أتكلم من عبره لكم بكل صراحة.
فأنا منذ الصغر لا أحب الاجتماع مع الناس أو التواجد معهم، فكنت أحب أن أكون منطوياً لوحدي، ولا أحب مشاركتهم بالحديث خوفاً من أمور كثيرة، وهي التوقع من أي شخص بالاستهزاء على ما أقول أو بالضحك علي .
فأنا مشكلتي أني عاطفي جداً، وأغلب الأوقات أقوم بالتفكير من قلبي وليس من عقلي، وإذا رأيت مشهداً مؤلماً أجلس أياماً أفكر به، أو إذا سمعت كلمة من أي شخص تؤلمني أبقى فترة طويلة أفكر بها، فأنا أصبحت أخاف أن أحضر أي اجتماع مع رؤساء الأقسام، وإذا صادفت الأيام وحضرت اجتماعاً أو وضعت في موقف محرج لا أعرف كيف أتصرف، فيضيق صدري، ويصبح وجهي محمراً، ولا أعرف ماذا أقول.
حتى أتذكر عندما كنت في المدرسة كانت مشاركاتي في الحصة ضعيفة مع أني كنت أعرف الإجابات، فكنت أقول في نفسي ربما هذه الظواهر تذهب مع الأيام؛ لكنها للأسف أصبحت تلازمني طوال أيام حياتي، فأصبحت لا أتكلم كثيراً، ولا أجد أي موضوع أتكلم به حتى مع أقرب الناس إلى نفسي وهي زوجتي، وإذا تكلمت في موضوع ينتهي بكلمة أو القليل من الكلام. فلا أحب الضحك، ولا أحب أن أضحك حتى لو رأيت موقفاً مضحكاً.
فكنت متردداً في مراجعة طبيب نفسي، ولكني كنت أقنع نفسي بأني أثق بنفسي جيداً، ولكن تبين أني ما زلت على هذه الحالة وليس إلى الأفضل، فأنا غير مرتاح وحتى لا يوجد لي أصدقاء غير واحد -ربما- أو اثنين. أتيحت لي فرص عديدة بالحياة ولم أستغلها بالشكل المطلوب لعدم جرأتي.
فماذا أفعل هل يوجد لي دواء أو ماذا أفعل حتى أكون كباقي أمة البشر أرشدوني لكم الشكر.