الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضطرب كثيرا بسبب خوفي من لوم الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
وجزاك الله عنا كل خير يا دكتور عبد العليم والقائمين على هذا الموقع الرائع.

أنا شاب في ال23 من عمري، وأنا الآن في بلد أجنبي من مدة ثلاثة أشهر تقريباً، وإلى الآن أجد صعوبة كبيرة جداً في التعامل مع أبناء هذا البلد بل حتى مع العرب والمسلمين أمثالي المقيمين هنا، وأتجنب الاحتكاك مع الناس هنا، وأعاني من احمرار شديد للوجه إذا تكلمت مع أحد، بالإضافة إلى أن عيني تدمعان.

كثيراً ما أخاف من لوم الآخرين لي أو أن يفهموني بشكل خاطئ حتى إني ـ وأرجو المعذرة ـ أخاف وأنا أكتب هذه الاستشارة من أن تلوموني للإطالة، ودائماً أقول في نفسي: يا ليتني فعلت كذا ولم أفعل كذا! حتى إني أحياناً أسب نفسي.

وحتى الآن وأنا أكتب أخشى أن يعلم أحد من الذين بجانبي ما أكتب مع أني متأكد بأنهم لا يفهمون العربية، حتى إني لا أتكلم مع أحد من أصدقائي بالهاتف أمام أهلي، مع أنه لا شيء سري أو خاص في كلامي.

كثيراً ما أكون في البيت نكدياً وعصبياً وضجراً، وأي شيء حتى لو كان تافهاً يمكن أن يثيرني، وحتى أهلي كثيراً ما يتفادون مناقشتي، ويرافق هذه الحالة صداع، وأحياناً ألم في المعدة، اعذروني للإطالة ولكن أملي بحسن نصيحتكم كبير.

وكذلك عندي مشكلة أخرى: بدأت أشعر مؤخراً بأني أنسان أناني وغير مبالٍ بشيء، ولا يمكن الاعتماد علي بشيء أبداً؛ وذلك من كثرة ما أجد صعوبة في إجابة أقاربي الذين سافرت إليهم وأعيش معهم الآن، والذين يسألونني عن كل شيء يتعلق بأسرتي وأقاربي وحتى عن الجيران والأصدقاء: ماذا حصل مع فلان؟ ومن تزوجت فلانة؟ وماذا وماذا؟؟ وفوجئت بأني لم أكن ألق بالاً لما يفعله الناس من حولي ـ طبعاً ليس كل الناس بل الأقارب والجيران وغيرهم ـ وماذا قالوا وغيره، فهل هذا فعلاً سببه الأنانية أو عدم المبالاة أم ماذا؟

صدقوني هذا الموضوع بدأ يشعرني بالحرج من أقاربي هنا، وأحياناً أجد نفسي مضطراً لأن أكذب، وكثيراً ما أتذرع بقولي: من راقب الناس مات هماً، وأقول: دع الخلق لخالقهم، فما الصواب؟

أفيدوني، جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك وثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

لا شك أن الإنسان حين يدخل في معترك جديد في الحياة، خاصةً الاستقرار في بلد لم يتعود عليه فإنه يحتاج لشيءٍ من الوقت للتكيف والتأقلم، ولكن في حالتك يظهر أنك حسّاس جداً، كما أن شخصيتك تحمل سمات الوساوس والقلق والمخاوف الاجتماعية، وهذه جميعها أدت إلى شعورك بالإحباط وعسر المزاج، والشعور بعدم الفعالية.

هذه السلبيات كلها لها مضادات إيجابية، فعليك أن تبذل الجهد لنزع السلبيات من تفكيرك، وأن تغرس في مكانها الإيجابيات المقابلة، وهذا يتأتى بالإصرار على مواظبة هذه التمارين الذهنية البسيطة، فالخوف ضده الطمأنينة، والفشل ضده النجاح ...وهكذا.

أرجو أن تفكر دائماً أن المكان الذي أنت تقيم فيه الآن خيره أكثر من شره، وأن تسعى للتواصل مع الآخرين خاصةً من المسلمين، وكذلك التعامل مع غير المسلمين هو أمرٌ مشروع ما دام الإنسان ملتزم بشروط الولاء والبراء.

سيكون من المفيد لك جداً أن تتناول لمدة ستة أشهر أحد الأدوية المضادة لمثل حالتك، ومن أفضلها الدواء الذي يُعرف باسم زيروكسات، وجرعته هي (10) مليجرامات (نصف حبة) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة، وتستمر عليها لمدة شهرين ونصف، ثم ترفعها إلى حبتين في اليوم لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوع، وستجد في هذا الدواء إن شاء الله منفعةً وخيراً كثيراً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً