الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البطانة المهاجرة والأورام الليفية منعتني من الإنجاب، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 46 سنة، متزوجة للمرة الثانية، أنجبت في الزواج الأول، ولم أنجب في الزواج الثاني، عملت الفحوصات، ووجدت أن عندي بطانة مهاجرة، وأوراما ليفية، وعند التحليلات كان مخزون التبويض 85%، فهل يمكن علاج بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية بدون جراحة مع الحفاظ على الرحم؟ وهل نسبة مخزون التبويض المذكور يكفي للإنجاب؟

علما أن دورتي الشهرية منتظمة، ولكن أحيانا يحدث نزيف بسبب الأورام، وأعاني من آلام شديدة جدا في الرحم بسبب البطانة المهاجرة، فما العلاج؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ براءة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البطانة المهاجرة: هي اضطراب يحصل بنمو بطانة الرحم خارج الرحم وفي غير مكانها، يمكن أن يكون على المبيض أو البوقين أو العنق، أو أي مكان في الحوض أو البطن، حيث يحصل هجرة لخلايا من البطانة بشكل عكسي، وتنزرع في المكان، ويحصل عليها تبدلات هرمونية كالدورة، ولكن بطانة الرحم تنسلخ خلال الدورة خارج الجسم، أما البطانة المهاجرة فتنفتح وتنزل وتتضخم في مكانها، وتتقيح وتنتشر حول محيطها فتسبب ألما خلال وقبل الدورة، وعسرة الطمث، وعقم وخلل في التبويض والتصاقات، ويمكن أن تؤدي إلى انسداد البوقين، ويمكن أن تسبب إمساكا أو عسرة تبول.

وحالياً يتم علاجها غالباً بالكي بالليزر، وذلك لتخريبها وتخثيرها وإزالتها، ويمكن معالجتها دوائياً بإيقاف الدورة الشهرية بمنع نموها، وذلك باستخدام حبوب منع الحمل أو الإستروجين، لمنع حدوث التبويض ونزول الدورة، أو بالهرمون المذكر باستخدام الدانازول أيضاً لمنع حدوث دورة شهرية، حيث يكون العلاج بضهي مبكر، أي إيقاف الدورة كسن اليأس المبكر، فتتوقف البطانة المهاجرة.

بالنسبة للأورام الليفية: وهي عبارة عن نمو لألياف الرحم بشكل نويات أو كتل مختلفة الحجم بسبب تبدلات هرمونية، ويمكن أن تكتشف بالصدفة بدون أعراض في سياق الفحص الروتيني، ويمكن أن تسبب آلاما أثناء الدورة، أو نزفا أثناء الدورة أو إسقاطات، وبعد سن اليأس تتراجع الألياف ويصغر حجمها، ويمكن أن تختفي.

بالنسبة لمخزون البويضات: فهو يتعلق بعدد البويضات الموجودة في المبيض، حيث تولد الأنثى ولديها عدد معين وثابت من البويضات، حوالي مليونين، وعند البلوغ يصبح العدد 400 ألفا، وفي كل دورة شهرية تخترب أعداد من البويضات وتنضج واحدة للإباضة، ومع السنين يتناقص مخزون البويضات، وبعد سن الثلاثين ينخفض إلى37 ألف، وبعد سن اليأس إلى ألف فقط، وهذا الانخفاض يسبب انخفاضا لتحليل AMH، ويمكن أن ينخفض أيضاً في البطانة المهاجرة، فالمخزون يتناقص مع التقدم بالعمر.

وبالنسبة لك: يعتبر المخزون منخفضا في هذا السن، وعليك علاج البطانة المهاجرة أولاً دوائياً أو جراحة بالكي بالليزر، وهو الأهم، أما بالنسبة للألياف: فالعلاج حسب شدة الأعراض، ويتم تحديد ذلك من الطبيب المعالج.

بالنسبة للحمل في هذا السن: يعتبر نادرا جداً، ويمكن بعد علاج مشكلة البطانة المهاجرة المحاولة بالحقن المجهري، مع العلم أنه تكثر التشوهات الجنينية والأمراض أيضاً للأم بعد سن الأربعين.

بارك الله بك، وأدام عليك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً