السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشكر الجزيل للقائمين على هذا الموقع الرائع لما فيه منفعة للأمة كافة، ونرجو من الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
شاب، أبلغ من العمر 32 سنة، على خلق الإسلام -ولله الحمد- متبع سنة الحبيب المصطفى لا أجد في الدين من حرج علي في كل أموره، إلا أنني أعاني من مشكلة قد تحول دون استمراري في التقرب إلى سنة الحبيب المصطفى ألا وهي العزوف عن الزواج فكرة وتطبيقا، وليس لتقصير مادي أو لعدم توفر الطرف الثاني، لله الحمد كل شيء متوفر إلا أنني أعاني من مشكلة قد تكون نفسية بالدرجة الأولى.
لا أستطيع التحدث مع النساء ولو مازحا، قد يستغرب البعض من هذه الحالة وخصوصا أننا نعيش في عالم مفتوح بشكل فضفاض على كل أنواع المحرمات إلا أنه مع ذلك لم يسبق لي إن جلست ولو لمرة واحدة طيلة حياتي بجانب أي فتاة أو حاولت فتح حوار معها، لم يكن لدي أي مشكلة في حياتي تحول بيني وبينهن، إلا أنني أحترم بعض القيم التي رسخت في عقلي أنه لا وجود لأي علاقة بين الطرفين إلا في إطار الحلال، وهذا المعتقد سبحان الله رافقني طيلة حياتي، وللأسف ولست أدري هل أتأسف على حالي، أم ماذا أفعل؟!
أنا الآن مجبر على الزواج بضغوط من الأسرة ولا أستطيع، لأنني أصبحت أعاني من الرهاب اتجاه الفتيات، لا أعرف كيف أتصرف معهن، أو كيف أتكلم معهن، فبمجرد التفكير في هذا الموضوع أحس بنوع من التوتر والحياء، حقا ولكي أكون صريحا مع نفسي حاولت مرارا التواصل مع بعض الفتيات في مواقع التواصل الاجتماعي إلا أني فشلت، وبطبيعة الحال لسبب أنني لا أجيد فن الحديث أو التصرف معهن.
أرى أصدقائي يعيشون حياة طبيعية يتكلمون ويناقشون الفتيات بكل بساطة، أغبطهم أحيانا بل أحسدهم على جرأتهم في هذا المجال، أرجوكم مللت من حياة العزوبية، وأتمنى أن يهبني الله أطفالا ويحملوا اسمي ولكن لا أستطيع، فشدة الحياء تمنعني من كل هذا، رغم أنني لا أريد سوى الحلال.
مؤخرا قررت في نفسي أن أستخير الله في أي فتاة تقابلها عيني وأخبرها في بادئ الأمر عن حالتي إن استطعت بطبيعة الحال محادثتها وأنتظر ردة الفعل، إلا أنني لا أخفيكم سرا لم أصل إلى هذه الشجاعة.
أفتوني في أمري هذا، وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية.