السؤال
السلام عليكم.
أولاً أود أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، والذي أحمد الله عليه كثيراً إذ سهل علينا الكثير، وأجاب عن تساؤلاتنا، وحاز ثقتنا، فجزاكم الله خيراً عليه، وأسأل الله أن يسددكم لما فيه خير للمسلمين، ويجزيكم به خيراً في الدنيا والآخرة.
أما بعد: أنا فتاة في ال19 أعيش مع أسرتي في جو مستقر، والحمد لله، المشكلة التي أعاني منها هي أنني لا أستطيع النقاش مع أسرتي في أي موضوع تختلف فيه وجهة نظري عن وجهة نظرهم.
عندما أتناقش معهم يبدأ النقاش هادئاً، وبعدها بقليل يتهمونني بأنني لا أعي شيئاً، وبأنني مجرد طفلة لا يجب أن أتجادل معهم في أمور، وأحاول إقناعهم بوجهة نظري، لأنهم دائماً على صواب بما أنهم يفوقونني سناً، ودائماً ينتهي النقاش باتهامي بأنني أملك عقلاً فارغاً أو انني أنضم لجماعة متطرفة، أو يتحسرون لأن لديهم ابنة قليلة أدب؛ وعندها أنفعل كثيراً، وقد يعلو صوتي، مما يسبب التوتر في علاقتنا الأسرية.
مع العلم أنني لا أحب الجدال عن خطأ؛ أي أنني لو لم أكن أملك أدلة أو مقتنعة 100% بوجهة نظري لا أتفانى في الدفاع عنها، وفي نفس الوقت لا أحب السكوت عن الخطأ لذلك أتجادل معهم.
أنا أحب القراءة كثيراً، وأشاهد فيديوهات تثقيفية، وأريد حقاً أن أكون مثقفة، وأن أعيش في جو يساعدني على ذلك؛ لأنني متأكدة من أن الثقافة هي أفضل سلاح يتسلح به المرء، في هذا العصر المليء بالفتن والأفكار التي تهدد مبادئنا كمسلمين، وتسعى لتغيير أفكارنا وإضعافنا، وإلا كان الشخص هشاً يستطيع المجتمع تشكيله بالطريقة التي يريد.
أعلم أن الشخص لا يستطيع تغيير عائلته، وأنا لا أرغب في ذلك لأني أحب عائلتي، وأعتبرهم سنداً لي حقاً، وهم يبذلون الكثير من أجلي، وفضلهم علي كبير، ولكنني أيضاً لا أريد أن أتخلى عن مبادئي، وأن أراهم يخطئون ولا أصوبهم، ولا أريد أن أتخلى عن خصلة النقاش حتى لا أصبح فريسة سهلة، وأيضاً لا أريد أن أكون ابنة عاقة، وأخشى أنني أنقص من برهم، فماذا أفعل؟