الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من بعض المخاوف أبرزها الخوف من الطيران

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 24 عاماً، جديد التخرج، طبيعتي أني شخص كثير القلق، وأعاني من بعض المخاوف، أبرزها الخوف من الطيران، بما يصحبه من أماكن مغلقة ومرتفعات.

عانيت منذ صغري من ال panic attacks منذ نحو 10 سنوات، وإلى الآن لكن ليس بصفة مستمرة الحمد لله.

مؤخراً بعد تخرجي من الكلية أصبحت كثير القلق على مستقبلي، وكأني اصطدمت بواقع الحياة، وأن هناك مسؤوليات عديدة يجب علي تحملها.

منذ شهر رمضان وأنا نظام نومي سيء جداً، لا أنام إلا بعد شروق الشمس، وبعض الأحيان لا أنام حتى ال 10 صباحاً.

ارتبطت هذه العادة السيئة باضطرابات شديدة في النوم، لدرجة أني منذ بداية شهر رمضان إلى الآن من النادر جداً أن أنام بشكل متواصل.

معظم أيامي الآن لا بد أن أستيقظ بعد ساعة أو ساعتين من نومي، وأصبحت أحلم كثيراً، والأحلام توقظني.

مع العلم أن هذا ليس طبعي، أنا كنت قليل الأحلام جداً، معظم الأحيان أستيقظ وأنا أشعر بضربات قلب سريعة أو حالة من القلق والتوتر، ثم أعود للنوم بعدها بنصف ساعة مثلاً.

قد تحدث هذه الحالة مرة في اليوم، وأكمل نومي دون انقطاع، وبعض الأحيان يتكرر الموضوع نفس اليوم عدة مرات.

مع العلم أني أنام عدد ساعات جيدا، لا أشعر بخمول في يومي، الحمد لله، ولكن أصبح نومي سيئاً جداً، وأصبحت أشعر بالقلق عند ذهابي للنوم، لأني أعلم أني سأستيقظ ويصيبني القلق مثل كل يوم.

أتيت بدواء melatonin 3mg من الصيدلية، ومتردد في استخدامه، لأني لا أعرف إن كان ما أنا فيه عرض نفسي كعادتي أم شيء عضوي؟!

مع العلم أني لا أشعر دائماً بهذا القلق من المستقبل، وأحاول أن أتناساه، وأتذكر أوقات عصيبة أكثر مرت علي، ولم تأتني هذه الحالة الغريبة أو لم تستمر لمدة تتجاوز الشهرين الآن.

لا أستطيع تفسير ما يحدث أثناء نومي، مثلاً عند السفر بالطائرة يكون قلقي أضعاف ما أنا فيه الآن، وأكون لم تحدث لي هذه الاضطرابات في النوم، وهذا ما جعلني أفكر أنه ليس عرضاً نفسياً.

كأن هناك مشكلة عضوية تسبب هذا، خصوصاً شعوري بسرعة ضربات قلبي عند الاستيقاظ، وتكرار هذا الأمر تقريباً كل ليلة كل هذه المدة.

حاولت أوضح كل شيء، ومنتظر منكم الرد والمساعدة، إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك علاقة وطيدة بين البنيك أتاك أو نوبة الهلع، مع المخاوف والرهابات المختلفة، ومن بينها رهاب الطيران أو الصعود إلى المرتفعات أو حتى رهاب الساحة أو الخروج من المنزل.

ما هي هذه العلاقة؟ الرهاب ينتج عن أن صاحب نوبة الهلع أو الذي تأتيه نوبة الهلع يخاف أن تحدث له هذه النوبة مرة أخرى في مكان لا يجد فيه مساعدة، ومن هذا ينتج الرهاب.

طبعاً من الأماكن التي لا يكون المساعدة فيها بصورة سريعة هي مثلاً الطائرات، وهنا يبدأ نمو أو إحساس الشخص بالرهابات المختلفة، أخي الكريم.

أما موضوع اضطراب النوم، طبعاً واحدة من المشاكل الرئيسية أخي الكريم، الآن في كثير من المجتمعات صار في رمضان ينقلب الليل نهاراً والنهار ليلاً لكل الناس تقريباً، والأشخاص الذين يعانون أصلاً من مشاكل في النوم أو بعض المشاكل النفسية تكون هذه بالنسبة لهم مشكلة، لأن معظم الناس يرجعون طبيعياً بعد رمضان، ولكن هؤلاء الأشخاص قد لا يرجع النوم عندهم طبيعياً على الإطلاق، إلا بعد العلاج.

أما بخصوص الميلوتنين، الميلوتنين هو مادة يفرزها الجسم، ولها علاقة بالضوء، وتساعد في النوم، ولا تكون مفيدة إلا إذا كان الشخص يعاني من اضطراب النوم فقط، وليس له أي مشكلة نفسية أخرى.

وضعك -أخي الكريم- مشكلتك نفسية في المقام الأول، وكما ذكرت أتى اضطراب النوم كشيء ثانوي.

لا أعتقد أن عندك مشكلة عضوية، المشكلة نفسية في المقام الأول، عليك بمراجعة طبيب نفسي لمعالجة الرهاب والقلق والتوتر، ومن ثم النوم سيتعدل أو يمكن أن تأخذ مهدئاً للنوم أو مضاداً للاكتئاب يساعد في النوم حتى يرجع النوم إلى حالته الطبيعية، وحتى تزول عنك أعراض البنيك أو نوبات الهلع أو الرهابات المختلفة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً