السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة مغتربة، أدرس في إحدى الدول العربية المجاورة، في الواقع أنا معجبة بشاب ما يكبرني، وأفكر بأن أتزوجه زواجا عرفيا، مع العلم بأن ذلك بدون علم أمي، فهل أستطيع فعل ذلك؟
السلام عليكم..
أنا فتاة مغتربة، أدرس في إحدى الدول العربية المجاورة، في الواقع أنا معجبة بشاب ما يكبرني، وأفكر بأن أتزوجه زواجا عرفيا، مع العلم بأن ذلك بدون علم أمي، فهل أستطيع فعل ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختي الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:
إن من شروط صحة عقد الزواج وحل المعاشرة الزوجية بين الرجل والمرأة أن يكون بمعرفة ولي المرأة وبحضور شاهدي عدل، وبالموافقة من الزوج، والرضا من الزوجة، وتحديد المهر.
أما اشتراط الولي والشهود فلقوله عليه الصلاة والسلام: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل).
وأما الصداق فلقوله تعالى: (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لرجل أراد أن يزوجه من امرأة: (التمس ولو خاتماً من حديد) رواه البخاري ومسلم.
إذا زوجت المرأة نفسها دون توفر الشروط السابقة فإن نكاحها يكون باطلا، يقول صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل).
قد يطلق الزواج العرفي على الزواج الذي توفرت فيه كل الشروط الشرعية، لكنه لا يوثق في الدوائر الحكومية، وهذا الزواج صحيح، لكنه قد يفضي إلى كثير من المشاكل، لذلك ننصح بضرورة توثيق عقد الزواج حفظا للحقوق ودفعا للمفاسد.
هنالك نوع من الزواج العرفي الذي انتشر في بعض البلدان وهو أن تزوج المرأة نفسها، بأن يقول لها رجل زوجيني بنفسك، فتقول زوجتك نفسي، فيقول قبلت، ولا يكون الزواج من وليها، فهذا النوع زنا محرم، لعدم وجود الولي والشهود، والذي تبين لي من استشارتك أنك تقصدين هذا النوع بدليل قولك: (أنك ستتزوجين دون علم أمك)، ولذلك احذري من الوقوع فيما حرم الله، ولا تصغي إلى كلام من يروج للزنى على أنه من الأمور المباحة شرعا؛ لأن هؤلاء يريدون قضاء شهواتهم ولا يبالون بالحلال كانت أم بالحرام.
بل يمكن أن يرمي الواحد منهم بالمرأة بعد شهر من قضاء حاجته، ويتركها تصطلي بنار الخزي والعار، وربما كانت حاملا؛ فاحذري من تشويه سمعتك وسمعة أسرتك بسلوك هذه الطريقة المحرمة، ولا تتعجلي، فسيأتيك نصيبك بإذن الله تعالى.
ركزي على التحصيل العلمي؛ فأنت تغربت من بلدك من أجل الدراسة، ولا تفكري بأمر الزواج؛ لأن ذلك سيشتت ذهنك وسيقلل من تحصيلك العلمي.
عليك بالوصية النبوية: وهي الصوم، كونه يحد من الشهوة، والابتعاد عن كل ما يهيج الشهوة لديك سواء المأكولات أو إطلاق النظر.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.
يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات