السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، وأصبت بالقلق الاكتئابي واختلال الآنية قبل سنة ونصف، وبعد جهد شعرت بتحسن بسيط جداً، ولكن الوساوس لم تذهب، وفي كل مرة يأتيني الوسواس بشكل مختلف، وسواس الموت أحيانا، ثم وساوس المس، وبعدها الوسواس بمرض الاكتئاب ثنائي القطبة، تدهورت حالتي جداً.
أصبحت أراقب ذاتي بشكل جنوني، وأخاف من أي شيء، ومن أي إحساس يأتيني، دخلت في دوامة من المشاعر السيئة جداً، وأرجح بأنها اكتئاب، لا أريد الجلوس مع أحد، وأريد النوم فقط لكي لا أهرب من واقعي، حاولت التجاهل ولكن الأفكار الغريبة لم تفارقني، أراقب أفعال الناس وأحللها.
في السابق كنت أقرأ كثيرا عن الأمراض النفسية، لذلك دخلت في الدوامة التي أعانيها الآن، حاولت تجاهل الأفكار ولكنها سيطرت عليّ، قررت تقبل المرض ولم أتمكن، بل استسلمت له وسيطر عليّ بالكامل، أعلم أنها مجرد وساوس ولكنها أصبحت مختلطة لدرجة التخبط بين الوساوس وشخصيتي بشكل غير طبيعي، أخاف من أي فكرة تأتيني، أخاف من التفكير، وأشعر بأنني غير قادرة على التصرف.
أراقب ذاتي وأشعر بأن كل شيء أفعله ضرب من الغباء، ففي بعض الأحيان أشعر أنني فقدت السيطرة على نفسي، وأوشك على قول أمور من المفترض أن لا أقولها، أصبحت شخصيتي عصبية ومتقلبة المزاج جداً، أشك في كل شيء، ولا أتقبل الناس، أشعر بالاستغراب وكيف أن الناس تمتلك الثقة، أشعر بتفاهة هؤلاء البشر.
جل مخاوفي من الأمراض النفسية، أشعر أنني مريضة، والناس مرضى، كرهت الحياة، ثقتي بنفسي تقل عن السابق، وأهلي يعتمدون علي كثيرا، خائفة من تصديق نفسي والإصابة بجنون العظمة.
شخصيتي حساسة جداً وأبالغ في كل شيء، تراودني الأفكار القديمة حتى التافهة منها، لا أرغب في الحياة أبداً، وكأنني في وسط كابوس مزعج.
في بعض الأوقات أتحدث وأضحك فأستغرب من نفسي جداً، في بعض الأوقات أفكر وأقول في نفسي بأنها مجرد وساوس، وأشعر بالحماس وسرعان ما تعاودني مشاعر الاكتئاب من جديد، أخاف من السعادة، ولا أعلم ما هي شخصيتي.
أعتذر عن الإطالة، لكنني أريد الاطمئنان على نفسي، أعلم أن كل هذه المشاعر هي مجرد قلق ووساوس، فكيف أعالج نفسي؟ علما أنني لا أرغب بزيارة الطبيب النفسي وتناول الأدوية، وشكرا لكم.