السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أحاول علي قدر استطاعتي أن أكون مسلما جيدا, لكن هناك ذنب أقترفه باستمرار بسبب نفسي الضعيفة، وأحاول مقاومته، حتى بدأت بالإقلاع عنه، وهو حصاد الماضي الذي تربينا عليه، وتعلمناه، حيث نشأت في أسرة يسودها المشاكل بين أبي وأعمامي منذ الصغر، فوالدي ليس لديه مبدأ وأسلوب جيد في التربية، وكذلك أمي، مما أدى إلى طلاقهما مرتين، لكنهم مجبورون على البقاء معا لأجلنا.
عندما أقول الصدق لأبي في أي موقف، فإنه يعاقبني وينهرني، لأنني أتصف بالمثالية، فكان ينهرني على أتفه الأمور، ومن أمثلة ذلك: أنه كان ينهرنا إن تعثرنا بطرف السجادة، أو إذا تأخرنا خارج البيت، فيصرخ علي بصوته العالي، ويضربني ضربا متكررا لا يليق ببني آدم، فكانت الأشياء التي يضربني بها تطبع على ظهري.
كنت أتذكر أمي دائما وأنا صغير، حيث لا أستطيع تحمل المسؤلية، فكانت تدعو علي بالموت أو انقطاع الرزق، عشت 25 عاما في هذه الأوضاع منذ الطفولة وحتى الشباب، كل يوم نهر وضرب لأتفه الأسباب، فكان والدي يثني على الشيء في يوم، وينهرني على الشيء ذاته في اليوم التالي، والمشاكل بين الوالدين لا تنتهي، وأحيانا تصل إلى التطاول باليد، والألفاظ البذيئة.
بدأت أمي بالتفهم قليلا، ولكن أبي لا يعترف بخطئه إن نصحته، فهو يتصف ببعض الغرور والكذب، كان يريدني طبيبا، ولكنني كنت أرغب الهندسة، وما زالت أدرسها، وكانت نتيجتي 97٪، فدخلت عليه بهذه النتيجة مبتسما، وكان يعقد حاجبيه، وسألني ماذا فعل صديقك؟ قلت له: نتيجته: 99٪، فرد علي: وماذا ينقصك أنت لكي لا تحصل على هذه النتيجة؟ فقلت له: لكنني اجتهدت، وهذا يكفيني لكي أحقق حلمي، حتى أنني كلما استشرته بشيء لا يسمعني، ويقول: ليس لدي وقت، ويريدني أن أفعل مثل الناس، لا كما أرغب، حتى انعدمت قيمتي في نظر نفسي، وأشعر بالحزن، وأعصابي لا تتحمل، وأصبحت سريع الغضب، ولا أشعر بنفسي، كتوما، ليس لدي أمل في أي شيء، فالموت والحياة سيان.
كنت اعتبره قدوة، لكنني وجدته لا يحتذى به، كنت أحس بالحسرة عندما أرى آباء أصدقائي وهم في مثل سنه، وكان يرفض النصيحة، ولا يعترف أنني أصبحت رجلا متعلما، ودائما يقول: أنتم أدنى الناس، ويريد أن نصنع ما صنعه أعمامنا من نجاح وينهرنا عليه, وكان يعيرنا بأنه ربانا وعلمنا، وأننا المفروض أن نكون في الشارع لولا فضله علينا، فكنت أشعر أن البيت كالسجن.
أشعر أنني غير سوي في شعوري، ونظرتي للحياة، وأشعر بغربة اجتماعية، وحزن، يعلو صوتي من شدة التوتر، والعصبية المفرطة، خاصة أثناء مشاجرة أبي مع أمي، حتى يظن أنني أعقه, جعلنا نشعر أنه مصدر المال لنا فقط، وأحيانا يكون حنانه علينا بالغا، أخشى عليه من النار، وأرغب بنصحكم النير في التعامل معه.
أفيدوني مع الشكر.