السؤال
السلام عليكم.
أسأل الله العلي القدير أن يجزيكم عنا خير الجزاء، وأن يثيبكم على هذه المنارة.
أنا شاب بعمر 21 سنة، أعاني من مشكلة أصبحت تؤرقني وصارت حاجزاً بيني وبين الدعوة إلى الله، وهي التلعثم في الكلام، ويحصل لي بشكل عام بقدر خفيف، ويزيد إن كنت أمام ملأ من الناس أو بحضرة شخص أرى أنه أفضل من بشيء، وأنا في داخلي أشعر أنه لدي كل الإمكانيات للتخلص من هذه المشكلة، ولكن ينقصني معرفة السبيل إلى ذلك.
كما أن لدي رغبة كبيرة في التخلص منها في أقرب وقت، وبالإضافة إلى ذلك عدم الراحة أثناء التحدث أحياناً، وعدم القدرة علي إيصال المعلومة بشكل مقبول، وهي التي أوقفتني عن الدعوة، وأنا قمت بتحليل الأسباب لهذه المشكلة، فوجدت أنها ثلاثة أسباب:
-كثرة اللعاب في الفم أثناء التحدث، مما يعيقني من النطق ببعض الحروف في الكلمات، وتذهب بعد بلع الريق مباشرة، وبعدها أعيد الكلمات التي استعصت علي فأجد أني أنطقها بسهولة، ثم بعد قليل يعود الريق فيملأ فمي فتعود المشكلة.
الجدير بالذكر أن هذه المشكلة أتتني حديثاً بعد أن أصبحت أكثر من شرب الماء البارد، فازداد الريق في فمي وازداد البلغم أيضاً، وهذا هو الجانب العضوي.
-الجانب الثاني وهو النفسي، وهو الأهم، وقولي الأهم، ذلك لأنه حينما تنتفي هذه الأسباب في معظم حواراتي أتحدث بغير تلعثم، وذلك هو ضعف الثقة بالنفس في بعض الأحيان، ففي بعض الأوقات تضعف ثقتي بنفسي إلى حدود متفاوتة، لدرجة أني ربما أفكر بالذهاب إلي طبيب نفسي لكن في معظم الأحيان أكون بعكس هذه الحال، والفضل في الأول والآخر لله عز وجل.
أنا بحمد الله لدي ثقة في نفسي وقدراتي، أنا إنسان طموح أرغب بأن يكون لي بصمة في هذه الحياة، وأريد أن أقدم شيئاً لديني، ولا أريد أن أعيش على هامش الحياة، ولكن تتخلل هذه الثقة لحظات ضعف ثقة بالنفس.
- الثالث هو الارتباك وترهب المواقف أحياناً، فكما ذكرت أنفاً في بعض الأحيان عندما أتكلم مع شخص وأعتقد أنه أفضل مني في شيء لا أستطيع التحدث بأريحية تامة، وهنا يكثر التلعثم!
أظن أن هذا الأمر له صلة بالرهاب الاجتماعي، فأنا عندما أكون بحضرة جمع من الناس يصعب علي التحدث دائماً، وألاحظ ركاكة في كلامي تدل على ضعف منطقي، ولقد حاولت جاهداً أن أتخطي هذا الأمر ولكني أجهل السبيل، فأجد أني لم أفعل شيئاً.
الأمر بالنسبة لي من الأهمية بمكان، وأنا عندما أري شخصاً يخطب أو يذّكر ببلاغة أغبطه، وأتمنى لو أستطيع دفع كل ما أملك مقابل تلك البلاغة، وإن كانت هذه موهبة من الله فأسأل الله الكبير أن لا يحرمني منها، وإن كانت تنال بالجهد فأنا بإذن الله أهل لها.
أسألكم يا إخواني أن تدعوا لي من صالح دعائكم، وشكراً لكم.