السلام عليكم

أنا بعمر 16 سنة، أعاني منذ صغري من نظرة الناس إلي، حيث يعتقدون أني دلوع وخجول ويسموني: على البركة، ولا أعرف سبب لذلك.

علماً بأني خلوق وذكي ومعدلي الدراسي مرتفع، وأصدقائي على الإنترنت لا يصدقون أني صغير السن، حيث أن كلامي يدل على أني أكبر من عمري.

كيف يمكنني تغيير نظرة الناس إلي؟ وهل يجب أن أكون واثقاً من نفسي واجتماعياً، كي أثبت لهم ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- لا ينبغي أن تعول على كلام الناس ولا تغتر بمدحهم أو قدحهم، غير أن ثناء الناس علامة من علامات استقامة خلق الإنسان.

- الذي ينبغي أن تهتم به هو التعرف على القيم النبيلة وتطبيقها في أرض الواقع، وليكن همك امتثال أمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فالله -جل في علاه- قد مدح نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وفي ذلك حث لنا على الاقتداء به كما قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

- كن واثقاً من نفسك وتعامل مع الناس وخاصة مع الذين يصفونك بتلك الأوصاف بالأخلاق الفاضلة التي تجعل نظرتهم تتغير نحوك.

- من أهم الأخلاق التي ينبغي أن تركز عليها التواضع، فإن هذا الخلق من أسباب الرفعة في الدنيا والآخرة، يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (من تواضع لله رفعه الله).

- عليك بشيء من خشونة العيش كما قال عمر -رضي الله عنه-: (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم)، والخشونة تظهر للناس عكس ما كانوا يتصورون عنك أنك (مدلل).

- اختلط بالناس ولكن بحدود بحيث لا يؤثرون في سلوكياتك السليمة وتكتسب من سلوكياتهم السوية، وأن تجلس حيث تستفيد.

- ينبغي أن توطن نفسك على ألا تكون إمعة إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطن نفسك إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا لا تسيء.

- احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فمن استعان بالله أعانه، وجاهد نفسك على الإخلاص في كل أمورك، قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

- استفد من أخلاق الرجال وطريقة تعاملهم واستشر والدك ومن تراهم يحبون لك الخير من أقاربك الكبار، فما خاب من استخار وما ندم من استشار.

- وثق صلتك بالله تعالى واجتهد في تقوية إيمانك واستفد مما كتبه العلماء حول الأخلاق الفاضلة، ومن أنفع تلك المؤلفات كتاب رياض الصالحين للعلامة النووي مع شرحه للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمة الله عليه.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.