السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، أصبت بمرض مزمن سبب لي القلق والتوتر، وفي فترة ما أصبت باكتئاب شديد لدرجة كنت أقول في نفسي يجب أن أموت بأي طريقة، لكن -للأسف- ما زلت حية.
لا أعتقد سبب الاكتئاب المرض بحد ذاته، بل ما حدث قبل اكتشاف المرض، وفترة العلاج الصعبة، وما بعد المرض، فبالرغم من ألمي الشديد، ورؤية أهلي في المنزل، مما كنت أعانيه إلا أنهم كانوا يقولون لي إنها حالة نفسية، وأنا لا أعاني من شيء، وهو مجرد توهم، بعد أن أكد الطبيب أنه ليس لدي أي مشكلة، مع أن مرضي قلب حياتي رأسا على عقب.
كنت أستيقظ يوميا في منتصف الليل على مغص فظيع وتقيؤ وحرارة، ويستمر لليوم التالي صباحا، حتى يهدأ تدريجيا، كانت عيني لا تغمض من شدة الألم، وبسبب ما كان يُقال لي، كنت عندما أستيقظ ليلا أقف أمام المرآة وأقول لنفسي: أنت كاذبة، أنت لا تعانين من شيء، كنت أكلم نفسي كالمجنونة، فبالرغم من كل الألم لا أحد يصدق.
فترة العلاج كانت صعبة وطويلة، أصبح المنزل مليئا بالتوتر والقلق بسبب شكواي وتذمري وحزني المستمر، حدثت أمور كثيرة لا أستطيع ذكرها هنا، كان لها تأثير كبير أيضا.
بعد التدخل الجراحي المؤلم جدا، وتناول الهرمونات القاتلة التي تسبب الكثير من الأعراض المزعجة تعالجت -والحمد لله- (استمرت فترة العلاج سنة) لكن المشكلة أنني ما زلت غير مرتاحة نفسياً أبدا حتى بعد انتهاء العلاج، دائما أفكر لماذا حدث كل هذا؟ فأنا متألمة منذ سنين، واشتد الألم بشكل يومي لثلاثة أشهر متواصلة، عشتها في الجحيم، لماذا كل هذا؟ ولماذا لم أتعالج منذ البداية، ولماذا وصلت إلى هذا الحد من الألم؟
لا أستطيع نسيان ما حصل معي أبدا، أنا أعيش في الماضي، وأتذكر كل لحظة ألم عشتها، وعندما أتذكر أعود للبكاء، وكأن لحظات الألم تُعاد مرة أخرى، حتى أن هناك أشخاصا أشعر بضيق شديد عند رؤيتهم، وأتجنب الحديث معهم، لأنهم يذكرونني بما حصل معي، لا أستطيع مساعدة نفسي على التخلص من كل هذا.
غير ذلك أنا مرضي مزمن وسيعود مرة أخرى، لذا علي تناول الهرمونات طيلة حياتي، وأنتم تعلمون جيدا أن الهرمونات تسبب القلق والتوتر، وعدم القدرة على النوم، والآلام الجسدية أيضا، فيستحيل أن أمضي بقية حياتي بهذا العذاب.
أريد أن تصفوا لي دواء يخفف عني بعضا من هذا العذاب، ولا يحتاج لوصفة طبية، وتوضيح كيفية تناوله، ولا يؤثر على الدورة الشهرية، والهرمونات في الجسم، ويقلل من فاعلية الهرمونات التي أتناولها وهي "فيزان" أو "هرمون مانع حمل"، وأنا الآن توقفت عنها، لكن أقصد في حال عدت لها، فعودتي لها لابد منها، وأرجو ذكر الأعراض الجانبية المحتملة له، من فضلكم.