السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي يا شيخ بأن أقول ما عندي بشيء من التفصيل، وبإذن المولى لن أطيل، لي صديقة قريبة مني، هي تلعب أحد الألعاب العالمية التي يلعب بها الذكور والإناث من مختلف الدول، وهم في أثناء اللعبة قد يتحدثون في مضمون اللعبة أيضا.
منذ فترة تحدث إليها شاب من إحدى الدول الغربية، وهو مسلم، لكن إسلامه مذبذب، وقد كان يريد أن يُحوِل ديانته فكانت تحدثه في هذا الأمر، وتُلِح عليه ألا يفعل، كما أنه بلا هدف أو يائس -كحال الكثيرين ليس بجديد- ولكني كنت دوماً أخبرها ألا تتحدث معه، فذاك قد يكون محرماً، لأنه قبل كل شيء رجل، ويكفيها الدعاء له، فالله حافظه.
منذ أسبوعين تقريبا تحدث إليها بكلام فيه شيء بسيط جدا من المودة كأنه معجب بها، فظللت أحدثها وأسوق لها الأدلة أن دعوته للدين قد تنقص من التزامك أنت، وكنت بجانبها لعدة أيام لئلا تعاود مكالمته، وقد قالت إنها لن تكلمه، ولكنها لن تمحوه من قائمة الأصدقاء، فكنت أُلِح عليها أن تمحيه لئلا يحدث كلام مرة أخرى، ثم منذ يومين تقريبا تحدث معها مرة أخرى، وإن كان الكلام كلاما طبيعيا ليس فيه شيء من المودة، أو غيره، لكني أكره هذا، وأغلب الأمر انها فقط تريد لحياته أن تستقيم، فهي لا تحبه، ولا غير ذلك.
لي سؤالان: هل حديثها معه محرم حتى وإن كانت تتحدث لأجل أن تثبته على الدين، وتحاول أن تصلح له حياته؟ وإن كان فهل من الممكن أن تسوق لي الأدلة؟
السؤال الآخر: ماذا عليّ أنا أن أفعل؟ هل أظل أدعوها وأنصحها -ان كان ما تفعله محرما- وهل هذا سيكون شيئا يرضي الله -لأني سأظل أتكلم معها لوقت طويل حتى أقنعها وقد لا تقتنع؟
في الفترة السابقة التي تحدثت عنها ظللت أكلمها، وفعلت كل ما أستطيع، لكنها اتخذت قرارا بعدم مسحه لئلا تشعر بالذنب وانتهى الأمر بنا كأني لم أقل شيئا- أو هل أفعل "الزجر بالهجر" فقد سمعتُ معناها مرة؟
مع العلم أنها شخص ملتزم جدا، بل كنت منها أستمد الورع والحذر من الاختلاط، كما أنه هو من يبدأ الحديث، وذاك لا يحدث إلا على فترات متباعدة، ولا أظن أنني إن قلت لها أن تمحوه ستوافق، وستقول إنها ستضع حدودا في كلامهم، فلا يتحدثون إلا أثناء لعبهم وعن اللعبة فقط، وقد سألت لأني حقا أخشى أن تكون هذه مجرد مبررات، وحجج من الشيطان، فإن كانت على معصية، فأرجو ألا تتأخروا في الرد لئلا تعصي الله في رمضان.
أعلم أن الأمر يبدو تافها جدا، وقد حاولت أن أمنعها عن هذه اللعبة لئلا تختلط بالكثيرين، لكنها وسيلتها للترفيه، لا أدري ما الصواب وما الخطأ، ولا أدري ما أفعل ففكرت أن أسألكم عسى الله أن يجري الله الحق على أيديكم.