السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، الذي لا أعلم له مثيلا في الويب، وأسأل الله أن يجعل جهودكم المبذولة في خدمة المسلمين في ميزان حسناتكم، وأن يجزيكم على ذلك أحسن الجزاء، فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، أما بعد:
وأود أن أشكر الدكتور: محمد عبد العليم، على ما يبذله من جهود في تقديم النصائح، والإجابة عن استفسارات المرسلين للنصح والتوجيه، وأسأل الله أن يجزيه خيرا، وأن يعينه على ما يحب الله ويرضاه.
أنا شاب عمري ٢٧ عاما، أصبت بنوبة من الاكتئاب قبل ثمان سنوات، عانيت خلالها من الأرق والقلق والوساوس والضيق، شيء لا يعلمه إلا الله، ثم أذن الله بالشفاء بعد تناول عقار الباروكستين، جرعة ٢٠ملغ لمدة عام كامل، وانتكست بعد ذلك وأخذت عقار الفلوكستين، جرعة٢٠ ملغ، وتحسنت سنة كاملة ثم انتكست من جديد بعد التوقف عن الدواء، عدت له وتحسنت أيضا لمدة سنة، ثم انتكست، ثم عدت للدواء بجرعة ٤٠ ملغ، ولكن التحسن هذه المرة كان طفيفا، بنسبة ٥٠ ٪، وبدأت تظهر بعض أعراض الهوس بشكل بسيط، ولدي نشاط زائد قليلا، وحدة في الفهم والتركيز، ولا أدري هل هي أعراض الاكتئاب ثنائي القطبة، أم أنها من الآثار الجانبية لمضاد الاكتئاب!
وأود أن أشير لأمر: فمنذ صغري كانت تتناوب علي فترات من الضيق البسيط، وفترات من الانشراح البسيط، وكان الجميع يعجب بذكائي وسرعة فهمي.
على كل حال بدلت الدواء إلى السرترالين، وجربت الديباكين، وعقار اللاميكتال بجرعة ٢٠٠ ملغ، لكنني لم أستفد كثيرا، ومنذ ثلاثة أشهر أصبت بانتكاسة، فأضفت السيروكويل ذا التحرر الفوري، لا يوجد غيره عندنا، تناولته بجرعة ٢٠٠ ملغ، وتناولت سوليان بجرعة ٥٠ ملغ منذ أسبوع، تحسنت من مجموع ٣٣ من سلم هاميلتون إلى ١٥، لكن نسبة ١٥ أحيانا تزيد وأحيانا تنقص ربما إلى ٣ أو ٥، وأصبحت حساسا جدا، فأي مشكلة بسيطة تدخلني في حالة من الضيق، ولا أدري إن كان ذلك بسبب كثرة الانتكاسات أم لا، وكأن عقلي لا يسستطيع التأقلم -والله أعلم-.
الكثير من المختصين عندنا يستعملون نوعا واحدا من العلاج، وهو العلاج الدوائي، كأنهم لم يدرسوا غيره، ربما بسبب كثرة المرضى، أو ربما لغياب روح المسؤولية عندهم، فكل المرضى سواسية في قواميسهم، وإن لم يتحسن المريض زادوا الأدوية، هذا ما لاحظته بصفتي صيدليا.
وأضيف بأن أبي وأربعة من إخوتي عانوا من الاكتئاب أحادي القطب، وتحسنوا -بفضل الله-، فهل هذه الخطة العلاجية جيدة، أم تنصحني بغيرها؟ فأنا أريد إيقاف مضاد الاكتئاب وأخشى الانتكاسة.
أرغب بالخطبة والزواج، فهل ذلك سيكون ذلك مناسبا في الوقت الحالي؟ وأود أن أنصح الآباء بأن يحسنوا تربية أولادهم، وأن يبعدوا مشاكلهم عن الأولاد، ويزرعوا بهم التفاؤل والمحبة، ويدربوهم على خوض غمار هذه الحياة، فأنا حرمت من كل هذا أو بعضه، وكان لذلك أثر سيئ على نفسي، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
وفي الأخير: أسأل الله لي ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.