السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 23 سنة، تخرجت في الجامعة منذ أقل من سنة، ودرست الهندسة المعمارية -والحمد لله-، كنت متفوقة جداً وموهوبة في تخصصي، كنت سعيدة واجتماعية جداً، والجميع يحبني.
لكن مشكلتي بدأت بعد تخرجي من الجامعة، أصبحت أعاني من تغيير كبير لا أستطيع فهمه في شخصيتي ونفسيتي لا أستطيع فهمه، لم أعد أستطيع السيطرة على نفسي، أصبحت منعزلة بشكل لا يوصف، إلا عن شخص أو شخصين تعبوا من شكوتي، ولم يعد لي أحد، لا أطيق أن استمر في مكالمة أحد أو أجيب على مكالمات أو رسائل صديقاتي على الفيسبوك أو الهاتف أو غيره، حتى لو كانوا أعز أصدقائي، أتجاهلهم تماما، ولا أعرف لماذا؟ أتجاهل أهلي وأبتعد عن مجالستهم، أشعر دائما أنني متضايقة وحزينة، وأرغب بالبكاء، ودائما لدي مشاكل، أشعر بضعف التركيز بشكل غير طبيعي، أشعر أن روحي انطفأت ولا أرغب في أي شيء.
أنا خائفة جداً من تدمير مستقبلي إذا استمرت حالتي وخوفي الداخلي، دائما لا يعجبني شيء، وهذا أمر غير طبيعي، كنت طموحة جداً، والجميع يتأملون بي خيراً، كنت أحب الرسم وأقرأ دائماً، الآن يدي ترتجف قبل أن أبدأ برسم أي شيء، وأخاف وأمزق الورقة، ولا أطيق حمل أي كتاب.
لا أعرف ما بي، أنا غير طبيعية، وقد تعبت من هذه الحالة، تسعة شهور لم أنجز شيئاً في حياتي، ولم أرح نفسي يوما.
كنت أعشق الموضة والأزياء، الآن فقدت اهتماماتي ولا أشعر بأي متعة، حتى وأنا أرتدي أغلى الثياب، أشعر بأنني لا أريد أن أفعل شيئاً إلا النوم والبقاء في السرير فقط، أصبحت فتاة كئيبة، خسرت صحتي منذ فترة، وحاليا أخسر تركيزي وشغفي بالحياة، وحياتي الاجتماعية والعملية تتدهور والسبب مجهول، أريد الرجوع إلى نفسي القديمة، أشعر بحزن مستمر وعميق ولا شيء في الوجود يستطيع تبريره، مع تشاؤم يمتد أثره إلى كل شيء في حياتي.
كل شيء يعتبر موضع حزن عندي حتى الأحداث السارة، يمتد تشاؤمي إلى كل شيء بشكل غير منطقي، حتى تطورت حالتي فأصبح لدي برود شديد جداً في المشاعر، كأنني جثة لا توجد فيها روح، لا أشعر بشيء، لا أستطيع الراحة وأنا أشعر بالفشل، أصبحت أكره العيش في هذه الحياة، أصبح كل شيء لا معنى له، حتى آلامي ذاتها، فكل صباح هو ألم جديد.
الاختفاء أمنيتي الوحيدة، فقدت إرادتي بالكلية، يقتلني الشعور بالذنب حتى بالأشياء التي لا تخصني، وأتهم نفسي دائما بالسوء، أجبر نفسي على تناول الطعام، وأتمنى الانتحار لكنني أعلم بأنه حرام، وتدخُل بقضاء الله، لم تعد تعني لي الدنيا بما فيها، ولا أجد فيها أية متعة، مع العلم بأنني أحافظ على صلاتي في وقتها ولا أهملها أبدا، وأقرأ القرآن بشكل شبه يومي، فماذا أفعل لكي يرجع شغفي بالحياة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.