السؤال
السلام عليكم
أشكر جميع العاملين بهذا الموقع الخيري، جزاكم الله خيراً.
أعاني كثيراً من الوساوس، وبالذات في الدراسة، أصابتني هذا العام اضطرابات نفسية شديدة، نتيجة للتعامل مع أصدقائي، اضطرابات لم أشعر بها من قبل، ولا أعرف سببها؟!
أتعامل كثيراً مع أصدقائي، والشعور صار مختلفاً جداً عن ذي قبل، أدقق بكل كلمة وأعمل لها ألف حساب، حتى ولو كانت عن طريق المزاح، وأشعر بالغضب، وعقلي يفكر بأفكار تكاد تقتلني، وليس هذا فحسب، بل تشعرني بالهم لما سيحدث مستقبلاً!
علماً أني لم أكن أبداً أفكر بهذه الطريقة من قبل، وأحياناً أتعجب من نفسي، فلدي عزيمة لترك العادة السرية، لأني كنت أمارسها، وأتحكم فيها وفي شهوتي تحكماً شديداً، بل وأستطيع أن أفقد وزني في ظروف لا تسمح بذلك، ولا أستطيع أن أتغلب على اعتقادات وأفكار عقلي.
أحياناً يصل بي الأمر أن أسأل نفسي لماذا أفكر هكذا في (الترم الثاني) من الدراسة؟ وبدأت أصاب بهذه الاضطرابات النفسية، خصوصاً في أيام الامتحانات، فلقد مرّت عليّ تلك الأيام وكأنها سكين على رقبتي!
علماً أني كنت لا أحمل أي هم أو قلق بجانب المواد، لأني كنت منجزها، وقمت بتحصيلها، وأفكر فيما سيقوله لي أصدقائي عندما أتعامل معهم غداً، أو ما سيحصل لي في يوم امتحان كذا، وأشعر أن عقلي يبحث عن الهم والحزن، كأني قد سجنت في سجن!
اضطرابات عقلي وتفكيري لا أعلم ماذا أفعل؟ وأصدقائي الأقل مني علامات وتقديرات، وأقل مني في مستوى التحصيل والدراسة، يعيشون أياماً هنيئة، لا يحملون أي هم وحزن، أكاد أحسدهم على هذه الراحة النفسية التي هم فيها، وأهلي قد أشفقوا عليّ من هذا، بل وصل الأمر إلى أن دقات قلبي كانت تزداد عندما أفكر بشكل مخيف جداً.
وصلت بي الدرجة إلى أن جدي قد توفي في ذلك الوقت، وكان حزني وتفكيري في اضطرابات عقلي أشد من حزني عليه، بل إني كنت لا أشعر بوفاته من شدة اضطرابات عقلي وهمومي التي لا أعلم كيف تأتيني عن طريق عقلي.
علماً أني شخص توفرت لي كل ضروريات الحياة، ولا ينقصني مما أحتاج إليه في الحياة شيء، وفي أوقات الإجازة تأتيني هذه الاعتقادات والأفكار، وتنغص عيشتي وتجعلني لا أنام، وقلبي يدق، وكأني سأقتل غداً! لا أعلم ماذا أفعل؟!
جزاكم الله كل خير، ورزقكم الهدى والتوفيق.